نشتاقُ إليكَ يا بدراً علا الشُهُبا
نشتاقُ للعلمِ، للأخلاقِ والأدبا
نشتاقُ للفكرِ تسمو به البشرُ
نشتاقُ للشعرِ، للحبرِ و الكُتبا
نشتاقُ للصدقِ بالقولِ والعملِ
لمكرماتِ خيرٍ، لمن دمه وهبَ
للنبل، للحلم، للإنسان، يجتمعُ
بشخصِه ما زاد في علا النسبا
يشتاقُكَ الحقلُ والسهلُ والجبلُ
يشتاقُكَ القمحُ والكرمُ والعنَبا
يشتاقُكَ النحلُ والزهرُ والشجرُ
يشتاقُكَ الطيرُ والغيمُ والسحبا
يشتاقُكَ النهرُ والثلجُ والمطرُ
يشتاقُكَ البحرُ للشمسِ مقتربا
نشتاقُ اليكَ والشعبُ والوطنُ
يشدو لكَ الحبَّ والوفا طربا
نشتاقُ للنورِ في عينيكَ، للأملِ
للشرقِ، جرحُك عن بؤسِه كَتبَ
كي يخرجَ الماردُ الحرُّ منتفضاً
على الطغيانِ والشرِّ والكذبا
فالارضُ التي من دمِك نهلَتِ
قد أينعَتْ فيها سنابلُ العجبا
من حالِ شعبٍ قد دكَّه الظلمُ
من حالِ أمةٍ قد هدّها التعبا
تشتاقُكَ الشامُ والدمُ تنزفُه
والصوتُ يعلو هادراً غضبا
بغدادُ تسعى للقياكَ، شوقاً لكَ
أمُّ الثقافة تعلو الصوت: واعربا
تشتاقُكَ القدسُ أبناؤها الأُسدُ
اهلُ القضيةِ مع أحفادها النجبا
شدّوا على عنقِ الظلامِ قبضتَهم
إنَّ الحجارةَ غَدَتْ لدمهم عصبا
أصابعُ العزِّ على الزناد ثابتةٌ
ما هانوا يوماً أو نالهَم تعبا
يشتاقك النيلُ، جمال العزِّ ناصرُه
بين الكبار، لأمّةٍ، موعداً ضربَ
ذكراكَ في بلد المليون قد خُلِّدت
ارضُ الشهادة ما هابت المغتصبا
تشتاقُ بيروتُ لكَ، يا مارداً جَمَعَ
أحيا بها نبضاً، من عقله سكبَ
تشكو إلى التاريخ شوقَ غربتها
ويح الأفاعي ! قد مزّقوها إربا
لبنان أضحى بعد الغياب جهنماً
نارُ الجحيم فيه، وناسه حطبا
دمُ العصافير ما رَوَتْ بواشقَها
وثورة الاحرار على الرياح واعتبا
وربوع الأرز ما زالت مناكبها
تئنُّ بالأثقال والخيلُ ما وثبَ
إرجعْ الينا، مُخلِّصاً، إنّا على أملٍ
بنصرِ فكرك، مهما طالت الحقبا