Advertise here

رسالة تحت السماء

15 آذار 2023 15:42:08

أأكتبُ لكَ أو عنكَ،  
هل لا زلتَ على هذه الأرض، 
متقمصاً جسداً آخر،
أم هناك، عالياً جنبَ أرزة، 
أو على هضبة من تلك الهضاب 
التي أحببتَ عندما  تحين 
ساعة الصفاء...
تعرفُ، تحسُّ، تشاركُ، تقرأُ  
تئنُّ من أوجاع مفاصل الوطن
وسهولة هضم الأخلاق والمبادئ والتراث.. والمروءة  
وحقوق الإنسان والمجتمعات ..

أأخبركَ
عن شذوذٍ أصاب أسسَ مفاهيم الحياة.. 
بعد حين، عندما يشبّون
سيظهر لنا إلهٌ بصفاتِ جنسٍ آخر  
لا الذكر ذكر، ولا الأنثى أنثى
خليطٌ من هذا وذاك...
مهجّن..

بعد الآن 
لن يستقيم كتابُ "أدبِ الحياة"
الذي ألّفته بعد الذي رأيتَه 
بأم العين الثاقبة
وقبلَ أن يتناولك، قسراً، الغياب

أتعلمْ؟ 
لم يعد شيء يشبه ذاك الزمان
 
السياسة كالممارسة الشعواء..  
لا قيمةَ لصدقٍ
ولا لضمير 
ولا لأخلاق 

الولاء مطلقٌ، ولو على نِفاق

والشعور كالزواج بالإكراه 
القيَم في السائل الأسود، وانبعاث الغازات،
والمصرف، والكسوة، والمراكز 
هي تصنع الإنسان
 
لن ننسى أنّ جحافل المطبلين 
تعمي البصائر وتجرفنا كما 
"تسونامي" في البحار ..
تقذف معها طيب القلب مع الخبثاء!!

الكذب قطّعَ أوصال الصدقِ إرباً إربا، وبعثره
قطعاً رميتْ على أشواكٍ 
لا يقربه إنسٌ ولا جن ولا ملاك..
لم يُترك له قيد أنملة في قلب إنسان، ورماه في غياهب الأدغال..

حتى العقل وحماته أصابهما 
عمى حسن التدبير والتعقّل 
ضوضاء الألوان تشتّته 
ويعدو وراءها لاهثاً يبحث عن 
فتات موقعٍ ومقعدٍ في حظيرة 
ملك الزمان ...

أخبرك عن شيء، وأنّ اللّا- ضمير ساد وبان 
وهو سيّد العصر والزمان...
وعن حقيقةٍ كالتي نبحث عنها
بين قابيل وهابيل من غابر العصور والأزمان، هي حقيقة أم خرافة وتعويذة نحملها كالببغاء نردّدها 
بفعل المعتقد والإيمان...

ها قد
استفقتُ بعد أن غلبني النعاس
فَعدّى الزمان وانتقل بي لغير عصر
أبحث، أفتّش، أدقّق في الوجوه 
وما تفعله الناس 
هؤلاء بشر 
أم جياع بالفطرة مخمورين،
فقط الوجه يشبه الإنسان 

كأنّ الدقائق أياماً وساعات
حتى الوقت تغيّر والشمس تشرق
من غياب الأوغاد، لا من شرق الشرفاء

مللتُ أنتظار حكم الحق...
وما يفيدني عندما ينخرني 
دود التراب.

على هذه الأرض لا عدالة ولا
استقامة ولا شرف
ولا كيان للشرفاء ..


من يمسك بيد العدالة،
ومن يوقظ الضمائر من السبات
وبيع الأصوات بالدراهم والدولارات
والوعودات  
ومن يعلو صوته فوق حفيف رنات الذهبيات
ومن ينتفض بوجه الطغاة والحكام!!

آه لو ترى
قطعة قماش صُبغت باللون الأزرق
جينز jeans "العم سام"،
غزت البلدان تكتسيه 
الأجساد والأجسام
ومعه ذاك الأخضر يحرث الصخر
يساوي الآن مئات

الصراخ ... لا لن ينفع 
فالمثلُ تغيّر وانقلب،
فأنا الوفي ولا زلت قابعاً في
محطة السدق 
والقافلة كلاب نباحات

كم سبب لي ذاك الحلم إزعاجاً 
كسر خاطري وأرهق عقلي
وأضنى جسدي 
وجفّف حبر قلمي
ورماني فوق السحاب 
لا في أرض الذئاب

حسبي الله 
لا علك الألسن وعجوز شمطاء

لننام نومة أهل الكهف
قروناً لا سنوات،
ونستفيق بعد طول سبات
علّه يحمل أحدٌ لواء الفقراء..

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".