تعتبر المحمية الطبيعية مساحة من الأرض أو المياه تدار بعناية من أجل توفير السكن والغذاء والمأوى لبعض النباتات والحيوانات، والهدف منها هو حماية البيئة وتنوعها البيولوجي مع توفير فرص تعليمية وترفيهية للناس. توفر محميات الطبيعة أيضًا الحماية للأنواع المهددة بالانقراض بسبب الأنشطة البشرية، مثل تدمير الموائل والتلوث. ولتحقيق هذه الأهداف، قد تستخدم المحميات الطبيعية مجموعة من أدوات الإدارة، بما في ذلك القيود المفروضة على وصول الإنسان وأنشطته، أو سياج أو عوائق أخرى للحد من حركة الحيوانات، والحرق الموصوف، وإعادة زراعة الأنواع المحلية، وحصاد بعض النباتات أو الحيوانات. بالإضافة إلى توفير موائل للحياة البرية، كما يمكن أن تكون المحميات الطبيعية أيضًا مواقع مهمة للبحث العلمي والسياحة والترفيه.
دور المحميات
يتمثل دور المحمية الطبيعية في حماية البيئة وتنوعها البيولوجي، وتوفير فرص تعليمية وترفيهية للناس. تعتبر المحميات الطبيعية أيضًا مواقع مهمة للبحث العلمي وتستخدم لرصد وتوثيق التغييرات في البيئة المحيطة.كما توفر المحميات الطبيعية موائل لأنواع عديدة من النباتات والطيور والثدييات والحيوانات الأخرى. ويمكن أن تساعد أيضًا في منع تآكل التربة، تقليل تلوث الهواء والماء، حماية تجمعات المياه، وتوفير ممرات لهجرة الحياة البرية. تعد المحميات الطبيعية أيضًا جزءًا مهمًا من جهود الحفاظ على الأراضي ويمكن أن تساعد في الحفاظ على المواقع الثقافية والتاريخية.
ما واقع المحميات في لبنان؟
كشف الخبير البيئي البروفيسور ضومط كام "أن واقع المحميات في لبنان جيد جداً والمحميات تقع في مراكز منظّمة جداً، تم العمل عليها منذ تسعينات القرن الماضي". وأشار إلى الحاجة الماسّة لبيئتنا، لهذه المحميات لأنها تحتوي على التنوع البيولوجي المطلوب بشكل كامل، وكونها بعيدة كل البعد عن عشوائية ودمار الإنسان.
وبحسب الخبير البيئي، يعتبر لبنان ممر أساسي للطيور المهاجرة لافتاً إلى الأزمة التي يعاني منها الطيور اليوم، وهي عدم إيجاد مكان أو بيئة مناسبة لتضع بيضها وتتكاثر.
أمّا حول عدد المحميات الطبيعية في لبنان، فاعتبر "كامل" أنها قليلة، ودعا الجهات المعنية إلى العمل على زيادة عددها، مشدداً على دور وضع استراتيجيات تتعلّق بالمحميات الطبيعية لتطويرها وتحسينها.
قائمة المحميات الطبيعية في لبنان
بحسب الخبير البيئي البروفيسور ضومط كامل، تغطي المحميات الطبيعية إثنين بالمئة من مساحة لبنان. فهناك عدد من المحميات الطبيعية، ثلاثة منها تعتبر "محميات نموذجية"، وواحدة تعتبر محمية حيوية في منطقة الشرق الأوسط، وهي:
- محمية أرز الشوف الطبيعية: وهي أكبر المحميات الطبيعية في لبنان وأكثرها غنى بالحياة البرية.
- محمية حرج إهدن الطبيعية: ثاني أكبر محمية في لبنان، وتعتبر محمية نموذجية، وهي أكثر محميات لبنان غنى بالتنوع النباتي، وفيها عدد كبير من أنواع الأشجار النادرة في شرق البحر المتوسط.
- محمية جزر النخيل الطبيعية: هي ثالث محمية نموذجية في لبنان، وهي تتألّف من مجموعة جزر صغيرة قبالة شاطئ طرابلس.
- محمية شاطئ صور.
- محمية أفقا الطبيعية.
- محمية كرم شباط الطبيعية.
- محمية اليمونة الطبيعية.
- محمية تنورين الطبيعية.
محمية بنتاعل الطبيعية.
- محمية مستنقع عميق تقع في البقاع الغربي.
أنواع المحميات
تصنّف المناطق المحمية عالميًا، بحسب كامل، في عدة أنواع أهمها:
- المحمية البرية: هي محمية طبيعية محدودة في اليابسة، تتميّز بمحافظتها على وضعها الطبيعي بعيدًا من تدخّلات الإنسان أو تأثّرها بها.
- المحمية البحرية - الشاطئية: وهي جزء من البيئة الشاطئية أوالبحرية الوطنية أو كليهما معًا تخضع لقوانين وأنظمة وطنية تؤمّن حماية النظم البيئية البحرية والشاطئية ومكوّناتها بما في ذلك الملامح التاريخية والتراثية (محمية شاطئ صور ومحمية جزر النخيل).
- المحمية الطبيعية العلمية: هي مساحة أرضية أو مائية أو كلاهما، تتميّز بنظم بيئية أو ملامح شكلية أو تضم أحياء متميّزة أو متوطنة وتشكيلات جيولوجية، تخصص هذه المساحة للحفاظ على هذه المزايا أو إحداها بعيدًا من كل النشاطات الإنسانية ومؤثراتها، وضمان حماية أنماط من البيئة الطبيعية للقيام بالبحث العلمي ومراقبة التغيرات البيئية الحيوية.
- محمية الكائنات الحية: هي مساحات كبيرة من النظم البيئية الطبيعية، تحمى من أجل الإرتقاء بالعلاقة المتوازنة بين الإنسان والطبيعة.
- المنتزهات القومية: هي عبارة عن مساحات واسعة من الأراضي تخصّص لحماية الطبيعة والمناطق الطبيعية الخلابة ذات الأهمية القومية أو العالمية، وتخصص للأغراض العلمية والتعليمية وللترويح عن النفس.
- محمية التراث الطبيعي العالمي وهي محمية تحتوي على الأشكال الطبيعية التي تعتبر ذات أهمية عالمية أصلية.
- المحمية الوقائية: هو موقع واسع يمكن أن يكون أجرد أو ذا نسبة تغطية نباتية حرجية متدنية ويتعرّض لأخطار طبيعية أو بشرية ويتطلّب الحماية وإعادة التأهيل وحماية النظم البيئية والعناصر المكوّنة لها من التدهور.
كيفية المحافظة عليها
وشدد البروفيسور كامل على ضرورة صوغ سياسة بيئية سليمة تنتج عن استراتيجية لصون البيئة وحمايتها، مشيراً إلى كيفية حماية المحميات، من خلال:
- منع الإستملاك العقاري داخل المحمية.
- منع الرعي والصيد وقطع الأشجار.
- منع استخراج المواد المعدنية النباتية أو الحيوانية، إلا للأبحاث العلمية أو بمعرفة السلطات المختصة.
- منع التعدي على حدود المحمية الجغرافية أو عليها.
- منع إحداث أي تغيير في هيئة المنظر أو الموقع الطبيعي.
