Advertise here

شيخ العقل في رسالة عيد الفطر: لإخراج البلاد من آتون الأزمات والصراعات

04 حزيران 2019 09:25:48

لمناسبة عيد الفطر المبارك، أم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن المصلين صبيحة العيد في مقام الأمير عبدالله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من قضاة المذهب الدرزي ورؤساء لجان وأعضاء والمديرية العامة في المجلس المذهبي ومشيخة العقل ومشايخ.

وبعد الصلاة القى شيخ العقل خطبة العيد قال فيها: "إنَّ القيَم الإنسانيَّة الـمُستَقاة من مَعِين الرِّسالة هي إلى ذلك تُغذِّي المشتركات الإنسانيَّة السامية في كلِّ مكان. ولا شكَّ لدينا على الإطلاقِ بأنَّ تلك الـمُشتركات هي عاملٌ أساسيّ، بل ضروريّ، من عوامِل الاستقرار والإنتظام والمعقُوليَّة في المجال العام، المحليّ والدوليّ، في واقع تعدُّد الأمَم، وفي واقع إقرارها الظاهر بحقوق الإنسان وبمبادئ العدل والسَّلام".

واضاف: "نحن في لبنان، نأسف بشدة لما تشهده البلاد من تخبط على مستوى الادارات وعلى مستوى التراشق الاعلامي الحاصل بين اهله.ونحن في لبنان طالما تغنَّيْنا بأنَّه بلدُ الرِّسالة والحَــرْفِ والحداثة، ولم يكن ذلك مفتقِداً إلى أساسٍ يدعَمُه، بل هو أيضاً بلد "العيش معاً" والميثاقيَّة والفسحة الإنسانيَّة التي طالما التقى في أرجائها طالبو الحرّيَّة والكرامة والملاذ الرَّحب الذي هو اساس وجود لبنان، فإلى أين تذهب الأمور به في أيَامِنا هذه؟ نريدُها أن تذهبَ إلى الدَّولةِ المستقرَّة العادلةِ الآمِنة، دولةِ القانون والمؤسَّسات والإدارة النَّظيفة، دولةِ الآليَّات الديموقراطيَّة المنتِجة يُطبَّقُ فيها مبدأُ فصلِ السلطات بمنهجيَّةٍ إيجابيَّة لأنَّ في هذا المبدأ ضماناً لفاعليَّاتِ الرَّقابةِ والمساءلةِ والانضباطِ الوطنيّ البنَّاء. دولة القضاء واعلاء حكم القانون الَّذي يُثبتُ نزاهتَه بعدالة أحكامِه وصوّابيَّتِها وصلاحيَّـتِها كمرجعيَّةٍ يسترشدُ بها النَّاسُ في تدبيرهم المدنيِّ من حيث هم مواطنُون في دولةٍ سويَّة. ونريدُها هذه الدَّولة، الآن قبل غد، ببرنامجِها الإصلاحيِّ، وبرؤيتِها المستقبليَّة، وبديناميَّتِها التي تجابهُ بها التحدّيَّات بحِكمةٍ وأداءٍ عال، لإخراج البلاد من أتون الازمة المالية اولاً ، وابعاد كافة الصراعات الدولية والاقليمية ثانياً، وتحصيل حقوق لبنان في ثرواته ثالثاً.

وقال: "تنبَّهوا واستفيقوا إلى الحالات الشعبيَّة التي باتت مشحونة من جرَّاء تفاقُم الكلام عن الفسادِ والتبعيَّاتِ العقيمة والارتهانات الفئويَّة، تنبَّهوا واستفيقوا وكلُّ الأدواتِ التي من شأنِها النهوض بلبنان وإمكاناته الكبيرة هي الآن رهن أيديكم ومسؤوليَّاتكم. ونريدُ أن يُحسَنَ التَّمييزُ بين وسائل التنافُس السياسيّ المشروع من جهة، وبين الأولويَّة المطلَقَة في الشأن السياسيّ للمصلحة الوطنيَّة العُليا لأنَّ بها نعبُر جميعاً إلى ما نصبُو إليه من مناعةِ لبنان وتمتين مقوِّماتِ صمُودِه وازدهاره. انَّ المطلُوب هو الارتقاء بالأداء السياسيّ وفعاليَّتِه إلى مستوى خطورة الأوضاع الرَّاهِنة المعروفة لدى الجميع". 

وتابع:"إنَّ كلَّ الرِّهانات المختلفة عن الرِّهانِ الوحيدِ المقبولِ وهو المصالِح الوطنيَّة العُليا التي يجبُ أن تلتفَّ حولها كلُّ القوى هي رهانات معوِّقة وضارَّة. والحكومةُ شُكِّلت تحت شعارات مشابهة لِما ندعو إليْه، لذلك يجبُ أن تُقرَنَ الأقوالُ بالأفعال بعيداً عن كل ما يوهن السَّاحة الداخليَّة في الوقتِ الذي يجبُ أن تكونَ فيه قويَّـة منيعة متماسِكة درءًا لكلِّ الأخطار".

واردف "ندين التعرض للمؤسسات الامنية وما حصل بالامس في طرابلس. ونتقدم من قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي بالتعزية بشهداء الوطن".

وختم: "نسألُ الله تعالى في مناسبة الفِطر االـمُبارَك أن يلهمَنا إلى كلِّ خيْر، وأن يسدِّد تدبيرنا إلى ما فيه الصَّلاح والفلاح لشعبنا وبلدنا، راجين أن يعيدَه على كلِّ اللبنانيّين وهُم في طُمأنينةٍ ونهوض ووئام وسلام. وسائلينه أن يعيدَه على شعوب أمَّتنا العربيَّة والإسلاميَّة بالاستقرار والأمان، وأن يرفعَ بلطفِه ومِنّـتِه الشدَّة عن الشعوب التي ترزحُ في هذه المرحلة تحت مقاساة الصعوبات وجائحاتِ الأيَّام، وأن ينصرَ شعبَنا في فلسطين المتمسك بارضه ومقدساته ووطنه وهويته وحقوقه بعوْنِه ومَدَده ونصره إنَّه هو القويّ القدير".