يقترب الدوري اللبناني لكرة القدم من محطته الأخيرة والتي ستشهد مباراة قمّة ستجمع نادي العهد حامل اللقب في الموسم الماضي، ونادي الأنصار الساعي لتكرار إنجاز موسم 2020-2021، آملاً في تعزيز رقمه القياسي بعدد مرات الفوز بالبطولة.

أما على صعيد سداسية الأندية الأواخر، فيحتدم الصراع بين أندية الحكمة، الصفاء، السلام زغرتا والإخاء الأهلي عاليه، لتفادي الهبوط إلى دوري المظاليم والبقاء في دوري الأضواء، خصوصاً بعدما تأجّل الحسم إلى الجولة الأخيرة.

ورغم عدم انتهاء البطولة بعد، إلّا انّ النظرة العامة لهذا الموسم بكل تفاصيله، تكشف أنّ الإتحاد اللبناني لكرة القدم نجح في إيصال سفينة البطولة إلى المحطة الأخيرة، رغم كل الصعاب والتحّديات التي ظهرت خلال مسار البطولة.

نجاح النظام الجديد؟
كانت هناك تساؤلات قبل انطلاق البطولة، عن مدى قدرة النظام الجديد الذي وضعه الإتحاد على رفع مستوى المنافسة بين الأندية، خصوصاً بالنسبة لمسألة حسم نصف عدد النقاط بعد انتهاء الدور الأول (مرحلة الذهاب). إلّا أنّ هذه الآلية أثبتت صوابية معينة في تطبيقها، والدليل وصول البطولة إلى مرحلتها الأخيرة ولا شيء قد حُسم بعد، لا على صعيد البطل ولا على صعيد الهبوط.

يبقى على الاتحاد بعد انتهاء الموسم، دراسة الحسنات والسيئات المتعلقة بهذا النظام، والوقوف على ملاحظات الخبراء والأندية على بعض مضامينه، للوصول إلى تعديلات ربما تُطرح عليه في المستقبل لمسألة حسم النقاط من عدمها او إلغائها مع انتهاء الدور الأول، أو ربما العودة إلى نظام الدوري العام المنتظم.

معضلة التحكيم: VAR لايت
من المعروف في عالم كرة القدم، انّ الرضا المرتبط بالقرارات التحكيمية مسألة نسبية بين نادٍ وآخر، ولكن هذا الموسم شهدنا انتقادات وُجهّت للتحكيم والحكام، بعضها كان محقًا والبعض الآخر لا، على رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس لجنة الحكّام في الاتحاد الحاج محمود الربعة، الأمر الذي دفع الإتحاد بشخص رئيسه المهندس هاشم حيدر إلى إعلان الاستعانة بتقنية الـ VAR «لايت» مع بداية الموسم الجديد، وهي خطوة من شأنها حلّ معضلة التحكيم التي برزت في الموسم الحالي والمواسم السابقة، والوصول إلى قرارات عادلة بشكل أكبر خلال المباريات.

الملاعب المستعصية
من أبرز المشاكل التي يعاني منها الدوري اللبناني، مشكلة الملاعب، فمع غياب ملعب مدينة الرئيس كميل شمعون عن الصورة، بالإضافة إلى ملعب بيروت البلدي، زاد الضغط بشكل كبير على ملعب مجمّع الرئيس فؤاد شهاب في جونية، الأمر الذي شكّل عائقاً أمام المباريات الكبيرة الجماهيرية لعدم قدرته على استيعاب الأعداد الهائلة من الجماهير، وصعوبة ضبط الجوانب اللوجستية.

ومع نهاية الموسم، يواصل الإتحاد العمل مع الهيئات والبلديات لإعادة تفعيل الملاعب الغائبة عن الصورة من جديد، وبالتالي إيجاد الحل لمسألة الضغط على معلب جونية من جهة، وتوفير مروحة واسعة من الملاعب، تتيح توزيع المباريات بشكل مريح.

في الخلاصة، ومع اقتراب المشهد الختامي للبطولة المحلية، لا بدّ من الإستفادة من كل ما قدّمته هذه النسخة من خلاصات، ليُبنى عليها في ظل توقف الموسم، والعمل على إخراج المباراة الأخيرة المنتظرة بين العهد والانصار بالصورة الملائمة، والتي نأمل أن تكون بعيدة عن كل ما يعكّر صفو المنافسة.