مُرعبٌ ما أصابنا بعد 6 شباط، التاريخ الأسود الذي زلزلَ الارض كما النفوس. لم نعُد كما كنّا، ونحن أصلا لسنا في أفضل حال! الزلازل باتت الطاغية على أفكار كثير من اللبنانيين الذين باتوا في قلق لا ينتهي من تكرار ما حصل خصوصا مع كلّ ما يشاع في الفترة الاخيرة وتحديداً التوقعات التي أطلقها عالم الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس عما سيحصل في 6 أو 7 آذار الحالي.
"ترقبوا الزلزال الكبير"... "إستعدوا"... كلماتٌ أرعبت متابعي هوغربيتس، وهو الذي يعتمد على حركة الكواكب وتأثيرها على الأرض، حيث انه لا ينفك في الأيام الاخيرة يحذّر مما هو آتٍ، ويحذر من زلزال ستتراوح قوّته بين 7،5 و8 درجات على مقياس ريختر، داعيا في الوقت عينه إلى "أشد درجات الاستعداد".
كلام هوغربيتس يتلاقى مع واقع علميّ وهو انتقال فلكي مهمّ أبطاله ساتورن وأورانوس والقمر والذي سيحصل في السابع من آذار حيث سيدخل كوكب ساتورن إلى الجزء الذي يحكمه برج الحوت وسيبقى هناك حوالى 3 سنوات مسبّبًا تحوّلات جذرية على كل الابراج... المرة الأخيرة التي شهدت حدثا فلكيا مماثلا كانت في الـ1996.
ما تقدّم ذكره دفع بكثر في لبنان إلى تحضير أغراضهم الأساسية في حقيبة وُضعت قرب الباب تحسبا لأي طارئ، بينما لجأ كثر إلى القرى الجبلية والمرتفعات خوفا من أي كارثة قد تحصل وتجعلهم أسرى الدمار والأنقاض... فهل فعلا يجب أن نهلع؟
يشدّد الخبير الجيولوجي د. طوني نمر على أنه لا يمكن توقّع موعد حصول الزلازل، واضعا كل ما يُقال وخصوصا ما صدر عن العالم الهولندي بشأن ما ينتظرنا في اليومين المقبلين في إطار التهويل، أضف إلى ان عددا من المنجّمين في لبنان دخلوا على الخط وباتوا يزايدون بالتوقعات غير العلمية.
ويؤكد نمر، في حديث لموقع mtv، على أن تأثير الكواكب على الأرض من ناحية الجاذبية يكون عبر حركة المد والجزر لا أكثر، وهي أضعف من أن تؤثر على القشرة الأرضية وتؤدي إلى حركة زلازل. وطمأن نمر إلى أن الهزات المتكررة التي تضرب لبنان في الايام الاخيرة ليست جديدة لاننا موجودون في منطقة فوالق زلزالية، مضيفا: "الهزة التي تحصل لا تعني أبداً أنّ شيئا ما أكبر يتحضّر وأننا سنشهد زلزالاً في المقبل من الأيام".
إذاً، لا داعي للهلع، فأساساً زلازلنا في لبنان كثيرة، ودمارها أطاح بالعقول والنفوس، على أمل ألا يأتينا ما يطيحُ بالحجر كما البشر… والساعات المقبلة لناظرها قريبة.