Advertise here

بري يحسم خيارات فريقه... ما موقف السعودية؟

06 آذار 2023 08:00:00

أهلاً وسهلاً في لبنان، بلد اليأس الأسود والانتحار، هذا واقعنا لأن كل شيء فيه معلّق، ما عدا الجيش الجاهز دائماً للمواجهة باللحم الحي وعن مسافة صفر في وجه العدو الاسرائيلي.

كل شيء معلق، فالانتخابات البلدية تنتظر مصيرها، والمدارس الرسمية اليوم تدخل انقساماً حول مؤيد ومعارض لتعليق الاضراب، اما الطالب فينتظر افادة تكمل له رحلة علم بلا معلومات ولا مستقبل طالما القوى السياسية تعلّق البلاد على استحقاق رئاسة الجمهورية المستمر في الدوران حول مصطلح "المرشح الأنبوبي" الذي أطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري منهياً جدية ترشيح النائب ميشال معوض ومعطلاً حظوظ قائد الجيش العماد جوزيف عون وواضعاً اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية على الطاولة من دون جلسات أو نصاب، لينتهي الأسبوع بحفلة أخذ ورد وقراءات حول الموقف السعودي من اسم فرنجية، تحسمها مصادر سياسية مطلعة على هذا الموقف عبر موقع "لبنان الكبير" بالقول: "المملكة ليست في وارد الدخول في لعبة الأسماء، وعلى اللبنانيين اختيار رئيس جمهوريتهم اللبنانية العربية السيادية". وتشير الى أن "زمن التسويات ولى، ومعادلة رئيس جمهورية مقابل رئيس حكومة أو ما تسوّق له فرنسا على قاعدة فرنجية - نواف ليس ضمن نقاشاتها".

وتضيف المصادر: "عودوا الى مواقف وزير الخارجية السعودي ومتطلبات سيدر والمبادرة الكويتية وهنا يكمن بيت القصيد". وتنفي كل ما يتم تداوله على لسان البعض بأن هناك لقاء بين شخصية سعودية وأخرى لبنانية، مشددة على أن لقاء وزير العدل مع نظيره السعودي "يأتي ضمن اطار بروتوكولي لا أكثر ولا أقل". كما تنفي أي زيارة رسمية لشخصية سعودية الى لبنان، بالقول: "عشم ابليس بالجنة".

وتذكر المصادر بأن "التغريدة الأخيرة للسفير السعودي وليد بخاري واضحة من حيث الموقف، فلا أحد يراهن على السراب، اذ كتب: ‏تَستَهوِينِي كثِيراً أُطرُوحَةُ الأَملِ - الَّذي لَا يمنَحُ الثِّقَةَ وَلَا يَرتَقِي إِلَى مُستَوى التَّنَبُّؤِ - لأَمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ بِقَولِهِ: الأَمَلُ كَالسَّرَابِ يَغُرُّ مَن رَآهُ وَيُخْلِفُ مَن رَجَاهُ...! وكانت واضحة برسائلها لناحية الاستحقاق الرئاسي".

ويبقى الرهان في هذا الاستحقاق على محاولات بكركي التي لم تنجح حتى اليوم في جمع النواب المسيحيين. ووصف البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي السياسيين اللبنانيين بـ"جماعة سياسية خالية من أية مسؤولية"، معتبراً أن "من المؤلم حقاً غياب رجال دولة عندنا، والبرهان أن لا أحد من السياسيين والأحزاب أو الكتل النيابية، يقدم مشروعاً واحداً جدياً لإنهاض لبنان من انهياره الكامل".

وفي ظل اتساع هوة هذا الفراغ، توقعت أوساط متابعة لأجواء الاستحقاق الرئاسي أن يدعو الرئيس بري إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية قبل شهر رمضان الكريم، لكن مصادر مقربة من عين التينة أوضحت عبر موقع "لبنان الكبير" أن "لا شيء محسوماً حتى هذه اللحظة، خصوصاً وأن الرئيس بري يرفض عقد جلسة فولكلورية".

وأكدت مصادر نيابية تغييرية أن "الجانب الدولي وتحديداً الفرنسي لم يفرض أي اسم علينا كمرشح أساس، وخلال لقائنا الأخير مع السفيرة الفرنسية آن غريو أكدنا عدم قبولنا بالذهاب نحو تسوية رئاسية تعيدنا الى التسوية السابقة مع الرئيس السابق ميشال عون"، مشددة على "أننا لن نرضخ ولن نقبل بتحديد اسم للرئاسة مقابل اسم للحكومة المقبلة ونكون مماثلين لحكومات الوحدة الوطنية، وبالتالي كنواب معارضة وتغييريين لن نذهب في هذا الاتجاه ونحن اليوم خلقنا توازناً سياسياً في المجلس مبنياً على مرشح مقابل الآخر، وهذه الخطوة ايجابية".

وأوضحت المصادر "اننا كنواب تغييريين ومعارضة لن نتفق على مرشح جديد الا بالتنسيق مع النائب ميشال معوّض، واليوم اسم صلاح حنين من أفضل الأسماء المطروحة نظراً الى ما يملك من إحترام واسع لدى الطرف المعارض، ولكن لا يمكن الجزم بأنه البديل عن معوّض"، مشيرةً الى "أننا بتنا في مرحلة نحن نملك الاسم الذي لا نقبل بالكشف عنه في هذه اللحظة، والطرف الآخر لديه مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية".