Advertise here

اعتصام خلف وصليبا بلا خطة "B".. مراهقة في زمن الخراب

02 آذار 2023 19:05:45

فيما لا تزال الملفات اللبنانية المتشعبة عالقة في ظل استمرار الصراعات السياسية المرتبطة بالانتخابات الرئاسية وعمل الحكومة والوضع النقدي، يستمر في مجلس نواب وفي غفلة من كل الأحداث والتطورات اعتصام النائبة نجاة صليبا والنائب ملحم خلف.

وليس أمراً عادياً الاعتصام الرمزي لنائبين محسوبين على الفريق الذي يرفع شعار التغيير في لبنان، باعتبار ان ما يحصل ليس إلا انعكاساً آخر لحالة الفشل التي وصل اليها مختلف الواقع السياسي، ومعه نواب التغيير الذين كان ينتظر منهم ناخبوهم حراكاً أكثر فاعلية نسبة إلى ما وعدوا الناس به منذ 17 تشرين.

وبحسب ما بات معلوماً، فإن ما يفعله خلف وصليبا جاء بقرار ارتجالي وعلى "الواقف"، ومن عيوبه الأساسية أنه غير منسق ولا يحظى بالدعم الجدي ولا المؤازرة حتى من قبل زملائهم النواب "التغييريين" الذين في الكواليس ينتقد بعضهم بشدة خطوة النائبين خلف وصليبا باعتبار أنهم لم يكونوا على علم مسبق بها، وبالتالي قد جاءت متسرعة ومن دون حساب للخطوات التي تليها ولا للاهداف التي يمكن ان تحققها، خصوصاً إذا طال الفراغ الرئاسي وطال معه الاعتصام المفتوح من دون خطة "B".

ويرى متابعون أن هذا يدخل في صميم المراهقة السياسية غير المحسوبة في زمن الخراب وانهيار الدولة وما يلحق بهما من انحدار في كل شيء وعلى كافة المستويات، كما انه يأتي من ضمن مسار السقطات والهفوات التي باتت متكررة على صعيد ممارسات نواب التغيير.

وبحسب هؤلاء، إن هذا الاعتصام غيره من الممارسات الاعتباطية، قد أعادت التأكيد بأن حراك 17 تشرين لم ينجح في التحول إلى حركة نيابيّة فاعلة داخل مجلس النواب، ولا في صياغة رؤية بديلة تُقنع بها من راهن عليه، بعد أن برهن ممثلوه داخل البرلمان بأنهم ليسوا على القدر المرتجى منهم في تحمل المسؤولية، وقد تعثروا في مختلف الاستحقاقات والمناسبات والتحدّيات ولم يفلحوا بأن يكونوا معارضة حقيقية متماسكة.

ونتيجة ذلك، يؤكد المتابعون أن هناك جمهوراً خاب ظنه بسبب هذا الاداء، وهو محبط من انقساماتهم. 

ومع تفاقم أزمة الاعتصام في مجلس النواب، كشفت مصادر مطلعة أن بعض الزملاء والأصدقاء المحسوبين على خط التغييريين حاولوا التدخل لإنهائه بطريقة لائقة تحفظ ماء وجه كل من خلف وصليبا، إلا أن المحاولات وصلت الى طريق مسدود، بعد ان تصدى بكل حزم خلف وصليبا لكل هذه المحاولات والوساطات ظنا منهما أن هناك من يحاول أن ينال من "إنجازهما".

وبحسب المصادر، فإن اجتماعا عُقد قبل أيام بين عدد من نواب التغيير بحضور خلف وصليبا جرى في خلاله مناقشة أبعاد ونتائج الاعتصام في القاعة العامة لمجلس النواب، إلا أن التباينات الحادة حيال خطوة الاعتصام كانت هي الغالبة في الاجتماع، حيث أن بعض نواب التغيير وضعوا الاعتصام الجاري ضمن خانة المزايدة غير المجدية والعقيمة والتي بدأت تسيء الى صورة ومصداقية المجموعة التغييرية تجاه الناس.

المصادر أكدت أن التدخلات من قبل الزملاء والاصدقاء لإنهاء الاعتصام قد توقفت باعتبار أن خلف وصليبا يدركان جيداً أنهما مع بقية نواب التغيير ليس لديهم أي خطة بديلة يقدمونها لإنهاء الشغور الرئاسي، وخصوصا أيضًا أن نواب التغيير لا يزالون منقسمين وعاجزين عن التوحد حول اسم مرشح واحد للرئاسة، كما انهم لا يزالون بالتضامن والتكافل غير مستعدين للعب اي دور ايجابي فعلي يصب في خانة توحيد المعارضة او بالحد الأدنى تقريب وجهات النظر بين مختلف الافرقاء للوصول الى التسوية المطلوبة لانهاء الفراغ الرئاسي الذي تشير كل المعطيات الداخلية والخارجية بأنه لا يزال طويلا حتى اشعار آخر.