"نحن لا ندور في الحلقة المُفرغة، بل للأسف نحن متّجهون إلى المزيد من الانهيار"، هكذا يصف المُحلّل السياسي جورج علم الواقع الذي يعيشه لبنان اليوم.
الأفق الرئاسي مسدود، حيث يشير علم في اتّصالٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة إلى أنّ، "هناك حراكًا على المستويين المحلي والدولي في ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، لكنّ لاعتبارين لا نتائج إيجابيّة حتى اليوم"، موضحاً أن، "الاعتبار الأوّل يتعلّق بتعطيل الحوار الداخلي، فيما الاعتبار الثاني يتعلّق بعدم توافر الاتّفاق الدولي، وبخاصة من قِبل الدول المعنيّة بالملفّ اللبناني".
وخير دليل على كل ذلك، وفق ما يُشير علم، هو "الاجتماع الخماسي الذي عُقِد في باريس، والذي كان ناقصاً من حيث الحضور، بسبب غياب إيران التي لها دور أساسي في عملية الاستحقاق الرئاسي، وهذا ما يؤكّد بأنّ الحراك نتائجه غير مرضية".
وبناءً على ذلك، يرى علم أنّه، "ليس هناك في الأفق ما يُوحي بأنّ الاستحقاق أصبح على قاب قوسين". وينظر علم للمرحلة المقبلة بنظرة تشاؤميّة، حيث يرى أنّ، "المسار المتاح هو الفوضى، إذْ أنّها تتنقل من الملف القضائي إلى الملف المالي إلى الملفّ المصرفي". وفي ظلّ كل هذه التطورات، "ليس هناك أيّ معالجات فعّالة، وذلك بسبب ضعف إمكانيات الدولة والمؤسّسات على حدٍ سواء"، وفقاً له.
ويُشدّد على أنّ، "الحلّ لن يكون إلّا عبر انتخاب رئيس للجمهوريّة، ومن ثمّ تشكيل حكومة جديدة، والبدء بإمساك مرافق البلاد".
ما الذي يُعطّل الحوار؟ يُجيب: "هناك تنافرٌ بين المكوّنات اللبنانية القائمة. فالبعض يعتبر أنّ النهج القائم في لبنان لا يُمكن أن يستمرّ، وبخاصة إذا كان حزب الله يريد أن يفرض مرشحاً لرئاسة الجمهوريّة، لأنّ التجربة كانت فاشلة مع الرئيس السابق ميشال عون، ولا يجب أنْ تتكرّر". وهنا يعتبر علم، أنّ "حراك "اللقاء الديمقراطي" هو المحور الأساسي اليوم، حيث يلعب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، دوراً وسطيّاً كبيراً، "فهو يُحاور كافّة المكوّنات السياسيّة، لكنّ للأسف المسألة ليست داخلية فقط".
ولدى سؤاله عن مصير اتّفاق مار مخايل، يؤكّد أنّ "هناك أزمة جديّة وفعلية بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله، إلّا أنّه حتى الآن لا يمكننا القول بأنّ الاتّفاق أصبح من الماضي، لكنّه مُعلّق".
ويعتبر علم أنّ "المعادلة التي حكمت الاتفاق، ربما فقدت الكثير من مقوّماتها خصوصاً أنّ الاتّفاق لم يتمكّن من بناء دولة قوية وقادرة".
هذا، وبحسب علم فإنّ، "رئيس التيار الوطني الحرّ، النائب جبران باسيل، هو أضعف المكوّنات المسيحية، إذْ أنّ الاتفاق أضرّ كثيراً بشعبيّة التيار ورئيسه"، ويلفت إلى أنّ "المناخ المسيحي اليوم هو ميّال إلى القوى السياديّة والتغييرية".
وفي الختام، يعود المُحلّل السياسي علم ويؤكّد أنّنا، "لسنا في قلب الفوضى، بل في دوّامة الفوضى، وإذا لم يكن هناك من معالجات سريعة من خلال انتخاب رئيس فوراً، ومن ثمّ تشكيل حكومة وانتظام المؤسّسات، نعم نحن ذاهبون إلى فوضى عارمة".
واقع لبنان اليوم كبركانٍ يغلي ولا ندري متى تنطلق الشرارة الأولى منه، لينفجر ويُدمّر كل شيء!