Advertise here

"تدهور التربة مشكلة بيئية ملحّة"... ما الحلّ؟

28 شباط 2023 07:54:28

تعتبر مشكلة تدهور التربة من المشكلات البيئية الملحّة التي تحتاج إلى اعتماد حلول فوريّة لمعالجتها نظراً لتأثيرها الكبير على البيئة والكائنات الحيّة. تدهور التربة هو عملية يتم فيها إتلاف أو تغيير الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للتربة، ويمكن أن يكون سببها الأنشطة البشرية وأنواع معينة من الأنشطة الصناعية، كما يمكن أن يكون سببها عمليات طبيعية مثل الفيضانات والجفاف. ويمكن أن تتتجلّى آثار تدهور التربة في نقاط عدة أهمها: انخفاض خصوبتها، وذلك من خلال انخفاض غلة المحاصيل ونقص المغذيات، انضغاط التربة، انقراض العديد من الحيوانات والنباتات بسبب كثرة عدد الأراضي غير الصالحة للزراعة، وخسارة الكثير من الأراضي الزراعية.

أسباب تدهور التربة
بحسب الخبير البيئي البروفيسور "ضومط كامل"، ينطوي تدهور التربة على وجهين، أولاً الخسارة المادية (بمعنى تعرية التربة)، وثانياً انخفاض جودة التربة السطحية المرتبطة بتراجع مستوى المغذيات في مقابل زيادة التلوث فيها.

 

يعزى تدهور التربة إلى عامل أو أكثر تندرج ضمن عوامل عدة، وتعتبر بمعظمها ناتجة عن أنشطة الإنسان، وهي:

- الرعي الجائر: عندما ترعى الحيوانات على الغطاء النباتي، تنكشّف الجذور وتموت النباتات، مما يؤدي إلى فقدان المواد العضوية من التربة.

- إزالة الغابات: يمكن أن تؤدي إزالة الأشجار إلى زيادة التعرية وانخفاض المواد العضوية.

- الانجراف: حيث تنجرف التربة من السفوح الجبلية إلى المناطق المنخفضة بسبب الانهيارات التربية والسيول المطرية.

- استعمال المبيدات الحشرية التي تسبب دهور التربة من خلال القضاء على بكتيريا التربة.

- حراثة الأرض في أوقات الجفاف، مما يؤجي إلى انضغاط التربة وفقدان المغذيات.

- التلوث: يمكن أن تلوث المواد الكيميائية والزيوت والمعادن الثقيلة التربة، مما يقلل من خصوبتها.

- المعادن الثقيلة: يمكن أن يؤدي ذلك إلى إزالة التربة السطحية، مما يؤدي إلى انخفاض المواد العضوية والخصوبة.

- التملّح: يعرف بأنّه زيادة نسبة الأملاح التي تترسب على سطح التربة، وهذه المشكلة ناتجة من عملية تبخر مياه الري الزائدة التي تزيد عن حاجة التربة والنبات.

طرق حماية التربة من التدهور
كما سبق وذكرنا، إنّ مشكلة تدهور التربة مشكلة بيئية طارئة، فيؤثر هذا التدهور على التنوع البيولوجي، ويعطّل الأمن الغذائي، كما له آثار سلبية على صحة الإنسان. لذا، يترتّب علينا اعتماد طرق لحماية التربة، أبرزها:

- التخلص من المواد الملوثة بطرق سليمة.

- زراعة النباتات على تربة جرداء لحمايتها من الرياح والأمطار.

- اعتماد طريق الحرث الكنتوري، ويتضمن حرث التربة في شرائط تتبع خطوط الأرض، وبالتالي منع الانجراف المائي.

- غرس الأشجار للحفاظ على التربة.

- وضع النشارة فوق التربة لتقليل تبخر المياه، والحفاظ على المغذيات في التربة، ومنع نمو الأعشاب الضارة. فالنشارة هي عبارة عن طبقة من المواد العضوية.

- استخدام الأساليب المناسبة والطرق الحديثة في الري مثل: الري بالرذاذ، والري بالتنقيط.

- تشجير الأراضي المهددة في التصحر.

- إنشاء العديد من مصدات الرياح في الأراضي التي تتعرض إلى الرياح القوية.

عواقب تدهور التربة
كشف الخبير البيئي أنه يمكن أن يكون لتدهور التربة عواقب وخيمة وبعيدة المدى، بحيث يمكن أن يؤدي ضعف خصوبة التربة إلى انخفاض غلة المحاصيل، انخفاض إنتاجية الأرض، وزيادة تكلفة الزراعة. كما يزداد خطر التعرية، مما يؤدي إلى احتمال التخلي عن الأراضي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تدهور التربة إلى اضطراب الأمن الغذائي وفقدان التنوع البيولوجي، والتأثير على صحة الإنسان. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي تدهور التربة إلى زيادة جريان الملوثات في موارد المياه، مما يؤدي إلى تلوث المياه. ففي نهاية المطاف، يمكن أن يكون لتدهور التربة آثار عميقة ومدمرة على البيئة وصحة الإنسان والاقتصاد العالمي.

وبحسب حركة "أنقذوا التربة" Save Soil، إن 52 في المئة من التربة الزراعية في العالم قد أصابها الهلاك فعلاً، و90% من التربة على كوكب الأرض ستتدهور مع حلول 2050.
أما على الصعيد العالمي، فتصنّف حوالي نصف أنواع التربة حاضراً على أنها متدهورة، ويعيش 1.5 مليار شخص تقريباً في أراضٍ غير سليمة، وفق "صندوق الغذاء المستدام". ويعزى ذلك الضرر في معظمه، بحسب تلك المنظمة، إلى استخدام أساليب الزراعة الصناعية، والرعي الجائر، والاحترار العالمي، ما يضع على كاهل المجتمع تكاليف مستترة هائلة.