Advertise here

بعد الإضراب 7 سنوات عن الطعام والسجن 20 عاماً... الإفراج عن باكستانيين من غوانتانامو دون توجيه تهم

26 شباط 2023 16:49:43

بعد 20 عاماً من السجن، تم الإفرج عن الشقيقين الباكستانيين، عبد ومحمد أحمد رباني، الذين كانا محتجزين في سجن غوانتانامو العسكري الأميركي، وذلك دون توجيه أي اتهامات لهما، وفق ما أفادت شبكة "بي بي سي".

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن عبد رباني كان يدير منزلا لتأمين أفراد تنظيم القاعدة بينما نظم شقيقه السفر والأموال لقادة الجماعة.

وكشف الشقيقان أنهما تعرضا للتعذيب على أيدي ضباط وكالة المخابرات المركزية قبل نقلهما إلى غوانتانامو.

لكن الشقيقان الآن أُعيدا إلى باكستان.

وكانت أجهزة الأمن الباكستانية ألقت القبض على الأخوين رباني في مدينة كراتشي في باكستان، في أيلول 2002، واستغرق الأمر عامين تقريباً حتى تم نقلهما إلى غوانتانامو بعد أن كانا محتجزين في مركز احتجاز تابع لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في أفغانستان.

اضراب عن الطعام لسبع سنوات
وفي عام 2013، بدأ أحمد رباني سلسلة من الإضرابات عن الطعام استمرت سبع سنوات. إذ كان يعيش على المكملات الغذائية، التي كانت أحيانا تعطى له قسرا من خلال أنبوب.

وقال كلايف ستافورد سميث، المحامي الذي مثل الشقيقين من مركز "ثري دي 3D" للمحاماة، لـ"بي بي سي"، إنه سيحاول رفع دعوى قضائية بشأن احتجاز الأخوين، "لكن فرصتهما في الحصول على تعويض ضئيلة. وحتى اعتذار بسيط".

وقد تمت الموافقة على إطلاق سراح الشقيقين في عام 2021. لكن من غير الواضح سبب بقائهما في السجن حتى يوم إطلاق سراحمها.

وكانت زوجة أحمد رباني حامل بولدهما الأول وقت اعتقاله، وبعد خمسة أشهر فقط أنجبت ابنهما. الذي لم يقابله قط.

قال ستافورد سميث "لقد كنت أتحدث مع جواد ابن أحمد البالغ من العمر 20 عاما، والذي لم يسبق له أن التقى بوالده أو لمسه لأن والدته كانت حاملا به عندما اختُطف أحمد. لقد قابلت جواد عدة مرات، وأتمنى أن أكون هناك عندما يعانق والده لأول مرة".

رسّام بارع
وخلال الفترة التي قضاها في غوانتانامو، بنى أحمد رباني لنفسه اسما كفنان ورسام بارع. وأضاف سميث أن لوحاته ستعرض في معرض فني في كراتشي في أيّار، مع 12 رساما باكستانيا استوحوا أعمالهم من رسوماته.

ووصفت مايا فوا، مديرة منظمة ريبريف الخيرية للعدالة، التي تكفلت بالتمثيل القانوني لأحمد رباني حتى العام الماضي، سجنه على مدى عقدين بأنه "مأساة" "توضح مدى ابتعاد الولايات المتحدة عن مبادئها التأسيسية خلال حقبة" الحرب على الإرهاب".

وقالت "لقد سرقوا من عائلة ابنا وزوجا وأبا. لا يمكن تصحيح هذا الظلم أبدا. الحساب الكامل للأضرار الكارثية الناجمة عن "الحرب على الإرهاب" يمكن أن تبدأ فقط عندما يتم إغلاق معتقل غوانتانامو إلى الأبد".

تاريخ غوانتانامو
وفي عام 2002 أنشأ الرئيس الأميركي آنذاك، جورج دبليو بوش، معسكر غوانتانامو في قاعدة بحرية أميركية في كوبا لإيواء المشتبه بهم من الأجانب "الإرهابيين" في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول في نيويورك.

لكن المعسكر أصبح يرمز إلى بعض تجاوزات "الحرب على الإرهاب" بسبب أساليب الاستجواب التي يقول النقاد إنها ترقى إلى مستوى التعذيب، واحتجاز المعتقلين لفترات طويلة دون محاكمة.

وقال الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، إنه يأمل في إغلاق المنشأة، حيث لا يزال 32 شخصا قيد الاحتجاز. وفي عام 2003، سنة الذروة لغوانتانامو، بلغ عدد المحتجزين في المرفق 680 سجيناً في وقت واحد.

وقال البنتاغون في بيان "إن الولايات المتحدة تقدر استعداد حكومة باكستان والشركاء الآخرين لدعم الجهود الأميركية الجارية التي تركز بشكل مسؤول على خفض عدد المحتجزين وإغلاق منشأة خليج غوانتانامو في نهاية المطاف".
?