يستمتع اللبنانيون بساعات تغذية كهربائية لم ينعموا بها منذ فترة، ولو أنها لا تتعدّى الـ4 ساعات يومياً، وذلك بعد السلفة التي منحها مصرف لبنان إلى مؤسسة كهرباء لبنان بقرار حكومي، وقيمتها 62 مليون دولار، لشراء الفيول، على أن تقوم المؤسسة بتحسين الجباية بعدما رفعت قيمة التعرفة للتمكّن من رد المبلغ، وهو الأمر المشكوك فيه.

ستستمر التغذية الكهربائية شهوراً معدودة لا تتعدّى الأربعة، قبل أن تعود العتمة الشاملة إلى الواجهة مع انتهاء الفيول المستورد، وعجز مؤسسة كهرباء لبنان عن تسديد مستحقات مصرف لبنان، كما هو متوقع، فيعود اللبنانيون إلى الدوامة نفسها، وتعود وزارة الطاقة إلى ممارساتها الابتزازية لمحاولة تأمين سلفات خزينة جديدة.

عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص، ومسؤول الملف الاقتصادي الاجتماعي، أشار إلى أن "أزمة الكهرباء قائمة في لبنان طالما أن مشكلات القطاع قائمة، والتي تتمثّل بالتعديات على الشبكة (الهدر غير الفنّي)، والهدر الفنّي المرتفع جداً (هدر في الشبكة نسبةً لغياب الإصلاحات)".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفت إلى ان "لا خارطة طريق لإصلاح القطاع، وكل ما حصل كان تأمين كمية من الفيول من أموال المودعين، وستنتهي الكمية بعد فترة، وفي حال لم يتم التوجّه نحو إصلاح حقيقي، فلا كهرباء".

وحذّر بصبوص من أن "العتمة راجعة" بعد أشهر قليلة عندما تنتهي كميات الفيول، وحينها سيتم طلب سلفة جديدة من أموال المودعين، فنكون قد عدنا للدوامة نفسها.

واعتبر بصبوص أن ما حصل في قطاع الكهرباء برمّته كان بمثابة "همروجة" إعلامية لتمرير قرار رفع التعرفة، لكن هذا الارتفاع لن يؤمّن المبالغ لمؤسسة كهرباء لبنان ما دام الهدرين الفني وغير الفني مستمرين.