Advertise here

هل سيعود الحريري الى السياسة؟

15 شباط 2023 12:22:32

"متى يعود الحريري إلى السياسة؟"، يكاد هذا السؤال يتصدّر تساؤلات اللبنانيين منذ أن شارك الرئيس سعد الحريري في إحياء ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وأطلق مواقف سياسيةً، هي الأولى له منذ أن أعلن تعليق عمله وعمل تيار "المستقبل" السياسي، قبل أكثر من عام.

هل تمهّد هذه المواقف لعودته إلى الحياة السياسية؟ هل ينتظر الحريري لحظة تُشبه لحظة العام 1992، حينما تمت الإستعانة بالحريري الأب لإرساء الاستقرار السياسي والنقدي بعد الفوضى التي عمّت بعد انتهاء الحرب، أثناء حكومة عمر كرامي، ليعود كمنقذ بعد الانهيار؟ أو هل يتم تأجيل العودة إلى أجل غير مسمّى، قد يكون الموعد الانتخابات النيابية المقبلة؟

رغم أن زيارة الحريري إلى لبنان كانت لإحياء ذكرى رفيق الحريري، دون أي نشاط سياسي، فإن رئيس تيار "المستقبل" عقد في اليومين الماضيين لقاءات مع قيادات التيار الأزرق والنواب القدامى الذين رافقوه في حقبات سابقة، بالإضافة إلى شخصيات سياسية، كرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ووفد كتلة "الجمهورية القوية".
 
النائب السابق محمد الجسر، أحد حاضري هذه الاجتماعات، نقل عن الحريري تأكيده استمرار تعليق عمله السياسي، ولفت في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن، برأي الحريري، فإن شيئاً لم يتغيّر بشكل إيجابي منذ أن اتخذ قرار الاعتكاف، والمشهدية نفسها في ظل المقاربات الطائفية للاستحقاقات، وبالتالي ما من شيء تغيّر للعودة.

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، قرأ الجسر في المشهد الذي تجسّد أمام ضريح رفيق الحريري في ساحة الشهداء، تمسّك الناس بالحريري ونهجه، وعدم قدرة أحد على الحلول مكانه، رغم المحاولات الكثيرة.

مصادر سياسية متابعة عادت إلى ما قاله الحريري يوم علّق عمله السياسي، قائلاً إنّه لجأ إلى هذا القرار "من باب تحمل المسؤولية، ولأنني مقتنع بأن لا مجال لأي فرصة إيجابية للبنان في ظل النفوذ الإيراني والتخبط الدولي، والانقسام الوطني واستعار الطائفية واهتراء الدولة".

وفي هذا السياق، لفتت إلى أن "هذا الواقع لا زال على حاله، فالنفوذ الإيراني مستمر ويتمدد، منسوب التخبط الدولي يتصاعد في ظل الحرب الأوكرانية والفوضى في المنطقة، الانقسام الوطني يزيد يومياً والطائفية تتحكّم بمجريات كل الاستحقاقات الصغيرة والكبيرة، وكل هذا يسبب إهتراء الدولة".

وأشارت إلى ان "لحظة الإنقاذ لم تحن بعد ليكون رجل تلك المرحلة المنتظرة، ولبنان ليس ضمن أولويات المجتمع الدولي أو العربي، وبالتالي فإن لا تغيير في المشهدية مرتقباً، وعودة الحريري إلى الحياة السياسية ستعني عودته إلى المستنقع ليتخبّط مع الأطراف الأخرى دون أن يتمكّن من إخراج اللبنانيين منه، وسيظهر في ثوب الخاسر والمتراجع عن قراره".

وتربط المصادر إحتمال عودة الحريري بأي حدث يستجد يُمكن أن يُحدث فرقاً في الحياة السياسية اللبنانية، أكان سلبياً أم إيجابياً، وتستشهد بتجربة الحريري الأب، الذي اقتحم المشهد اللبناني في ذروة الحرب الأحرب الأهلية وحاول أن يكون وسيط سلام، ومن ثم عاد إلى المشهد مرّة أخرى كرجل إنقاذ بعد انهيار الليرة وتصاعد وتيرة الفوضى في العام 1992.

إلّا أن موعد العودة قد يكون مرتبطاً بالانتخابات النيابية أيضاً، وفق ما ذكر النائب سامي فتفت في حديث سابق لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، حينما قال إن القرار يعود للحريري، لكن التغيير الذي ينتظره الأخير للعودة إلى الحياة السياسية قد لا يحدث قبل الانتخابات النيابية.

هنا، حذّرت المصادر من إطالة أمد تعليق العمل السياسي، وعادت إلى مشهد الطائفة السنية بشكل عام، وتيار "المستقبل" بشكل خاص، والتشتت الحاصل والضعف الذي يزيد لدى هذه الشريحة نسبةً لغياب القيادة عنها، وتلفت إلى أن مشهد التشرذم النيابي من جهة، وتراجع شعبية "المستقبل" من جهة أخرى، سببه الغياب، وهذا الواقع سيزيد سوءاً مع تقدّم الوقت.