Advertise here

رفيق الحريري.. نبضُ بيروت

14 شباط 2023 14:23:13

في الذكرى الثامنة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، نعودُ بالذاكرة يومَ كانت بيروت أُمَّ العواصم، عاصمةُ الجمال والثقافة والحُب.. إلى يومٍ هُدّمت واغتيل ذاكَ العصامي الذي بنى مستشفياتها وجامعاتها، فكانتا مستشفى وجامعة الحريري عنواناً للطّب والعلم، وسطعَ مجدُ بيروت، ما بعد الحرب الأهلية، من وسط المدينة إلى العالم أجمع. 

ساهم الحريري بشكلٍ كبير في إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية، وقد شكّل اغتياله عام 2005 محطةً فارقة، إذ دخلت البلاد في أزمة سياسية حادّة جرّاء التشرذم بين القوى السياسية وتوّتر العلاقات مع الخارج، فانطفأ ضياء بيروت ودُمّر حلم الحريري بغدٍ مشرق.

إلّا أنَّ ما شهدناه على مرّ السنوات السابقة خيرُ دليلٍ على أنَّ بيروت ما استطاعت الصمود في غياب عرّابها، فلقيت مصيره، واغتيلَ اقتصادُها على يد ممارسات سياسية خاطئة، فأثقلها ركام الانهيار، وتلاشى الوجه الحضاري للعاصمة شيئاً فشيئاً، بانتظار من ينتشلها من عتمتها... فماذا لو كان الحريري بيننا اليوم؟ 

وفي الذكرى الأليمة، لفتَ القيادي توفيق سلطان إلى أنّ مع مرور كلّ يوم، نكتشفُ السبب الأساسي وراء اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أيّ تغييب مشروع الدولة، وضرب لبنان، إذ برأيه، أنَّ الحريري ولبنان وجهان لعملةٍ واحدة. 

وذكّر سلطان أنَّ الحريري، الرئيس المَرِن الذي قدّم تنازلات لصمود لبنان، وخلَقَ مخارج للأزمات، فكانَ الإغتيال غايةً لإيصال لبنان لما هو عليه اليوم، ولإبعاد الرئيس سعد الحريري عن البلد، علماً أنَّ نجل الحريري سارَ على خطّ والده بمعاونة مجموعة خيّرة من الأصدقاء، إلّا أنَّ المشروع كان إبعاده عن البلد عبر مؤامرة كبيرة الكلّ شريك فيها.

ربما لو كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري بيننا اليوم لما شهدنا هذا الانهيار الفاضح على مستوى الدولة ككّل، ولما هاجرَ الشباب في عزّ عطائهم، إنما اليوم الذكرى وحدها باقية.