تحلّ الذكرى السنوية لتحرير الشحار الغربي، وتستعاد معها مشاهد انتصار كبير ساهم تغيير مسار الحرب الأليمة نحو ترسيخ فكرة عروبة لبنان، وأسّس لتسوية تحققت بعد إنتصارات أخرى لاحقة قادت مع محطات سياسية وعسكرية إلى اتفاق الطائف.
تحل هذه الذكرى بمعانيها لتعيدنا الى ذلك اليوم الذي اتخذ فيه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط القرار وأعدّ العدة بتصميم وإرادة صلبة، وهو الذي كان يتحضر له منذ اليوم الأول لسقوط الشحار.
فكان قراره بأن يستعيد هذه الأرض بمقدساتها من جهة، وبأن يجعل من هذا الانتصار مفتاحا لتسوية تنهي الحرب وتعيد لبنان الى حضنه العربي.
وبالفعل عادت الأرض الى أبنائها، وفُتح التحرير الطريق نحو استعادة هيبة الدولة ومؤسساتها.
وفي هذا العام وفي هذه الذكرى بالذات، كم هو لبنان بحاجة الى مزيد من التبصر في كل ما مرّ به من مآس، لكي يتجدد التأكيد على اتفاق الطائف وعلى المصالحة التي تلته، ولفتح الطريق نحو قيامة الوطن، التي لن تتحقق إلا بقناعة كل الأطراف في لبنان بأنه وطن لكل بنيه بعيدًا عن المشاريع الفئوية التقسيمية وعن الاصطفافات والأحلاف والمصالح الخارجية.
