لم ينتج عن لقاء باريس الخماسي اية مقررات ولا حتى صدر عنه بيان. الفرنسيون والاميركيون والسعوديون والقطريون والمصريون، لم يتمكنوا على ما يبدو، من الخروج بأي جديد على صعيد الأزمة الرئاسية اللبنانية، ففضّلوا بعد الاجتماع، الصمتَ على النطق بما لا يقدّم او يؤخّر في المشهد المحلي.
لكن لتبرير هذا السكون خاصة في ظل الحديث عن تباين في وجهات النظر بين المؤتمرين، وعن برودة سعودية – اميركية، مقابل حماسة فرنسية – مصرية لاتخاذ اجراءاتٍ ما تُساعد في كسر الستاتيكو السلبي الرئاسي.. كان موقف للناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن - كلير ليجندر ردا على سؤال عن الاجتماع، أوضحت فيه ان "كان اجتماعاً لكبار المسؤولين وبالتالي كان اجتماع خبراء بطابع تقني كالاجتماعات التي نعقدها مع شركائنا دائماً بشأن جميع المواضيع الدولية الرئيسية، ولم يكن مقرراً اتخاذ قرار فيه، ولهذا لم يكن لدينا أي إعلان نصدره". وأضافت "موقفنا من لبنان معروف. وقد عبّرت وزيرة الخارجية كاترين كولونا بقولها إن على السياسيين اللبنانيين أن يتحمّلوا مسؤولياتهم فوراً لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الشغور بالإضافة إلى تشكيل حكومة فعاّلة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها لبنان في مواجهة الأزمة الخطيرة التي يمر بها. وفرنسا تقف إلى جانب الشعب اللبناني". وعن إمكان عقد اجتماع آخر على مستوى وزاري أكبر في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، قالت "إذا كانت هناك اجتماعات أخرى فسيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب".
وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن القوى المُجتمِعة في باريس قررت إبقاء القديم على قدمه في تعاطيها مع بيروت وملفاتها. فحتى الساعة، لا تفاهم في ما بينها على خريطة طريق تفضي الى انتخاب رئيس، ولا اتفاق على مشروع هذا الرئيس الاساسي محليا واقليميا ولا على هويته، ولا اتفاق ايضا على كيفية التعاطي مع مُعرقلي الاستحقاق...
وازاء هذا الشرخ، كان تفاهم على الاستمرار في تقديم المساعدات الانسانية للبنان وشعبه، عبر المنظمات غير الحكومية، وعلى تقديم الدعم للجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية والامنية كافة ايضا، لان استقرار لبنان اولوية دولية.
هذه كانت اذا نقطة التلاقي الوحيدة بين العواصم الخمس، وبالتالي هذا هو مستوى "التدخّل" الدولي في الوضع اللبناني راهنا، والقوى الكبرى لن تذهب أبعد حتى الساعة، وفق المصادر، وجل ما فعلت هو اتفاق على تكليف قطر اجراء اتصالات مع ايران لحل ازمة رئاسة لبنان . في الاثناء، واثر لقائه في روما وزيرَ الدفاع الإيطالي Guido Crosetto، أكد الرئيس امين الجميّل أن لبنان غير متروك أوروبياً ودولياً شرط ألا يتخلى لبنان بذاته عن ذاته، معلناً عن تحرك أوروبي وشيك مع بعض دول الخليج العربي يهدف الى مساعدة لبنان على الخروج من محنته السياسية والمالية... وبحسب المصادر، فإن التحرّك في مرحلة اولى سيبقى محصورا بالمساعدات الغذائية والطبية والانسانية والعسكرية...