استفاق أهالي طرابلس على سحب الدخان ترتفع في سماء المدينة نتيجة حريق جديد التهمَ أكثر من 15 بسطة من بسطات سوق الأحد الطرابلسية، وهو الحريق الثامن الذي يحصل في البقعة الجغرافية نفسها بحسب أصحاب البسطات، ومن دون أن تقرّر الجهات الرسمية المعنيّة التعويض عليهم.

واختلفت الروايات حول أسباب الحريق. وقد اعتبر البعض أنّه غير مفتعل وهو ناتجٌ عن قيام أحد الشبان في السوق بإشعال الحطب للتدفئة، وذهابه إلى المنزل ما تسبّب في حريق امتدّ إلى العديد من البسطات المجاورة، وهذا السبب اتّفق عليه معظم أصحاب البسطات في السوق بشكل عام. في المقابل، لا يستبعد آخرون فرضية أن يكون الحريق مفتعلاً لجذب الأنظار وسط خلافات بين التجّار أنفسهم، تظهر بين الحين والآخر.

وتفتح سوق الأحد نهاية كل أسبوع أمام زوّارها من فقراء المنطقة واللاجئين السوريين فيقصدونها لشراء حاجياتهم التي تعدّ أرخص من تلك الموجودة في المحال والأسواق العادية، ولكن تغيب الرقابة بكلّ أشكالها عن السوق وما تحتويه لا سيّما المواد الغذائية واللحوم. قسمٌ آخر يقصدها لشراء الخردوات القديمة أو النادرة والتي لا يمكن إيجاد مثيلها إلا في هذه السوق الواقعة على كتف نهر أبو علي.

وقد حضرت عناصر الدفاع المدني وعملت على إخماد النيران التي التهمت العديد من بسطاتها. وتشهد هذه السوق في كلّ نهاية أسبوع زحمة كبيرة وحركة ناشطة، وتتسبّب أيضاً في زحمة سير خانقة مساء كل سبت وطيلة يوم الأحد. ولا تخلو السوق من بعض ظواهر النشل والتعدّيات على بعض الزبائن، وما الحريق إلا تعبير عن حالة الفوضى التي تعيشها المدينة على مختلف الصعد.