لأنور... نكتب

09 شباط 2023 12:22:34 - آخر تحديث: 09 شباط 2023 13:54:23

لمن أكتب؟!
أكتب عنك يا وطني
 أأكتبُ حرقتي... شجني... 
وآمال الملايين التي دُفنت بلا كفنِ

أأكتبُ عنك، عن تاريخنا المجبول بالعفنِ
وعن زمنٍ، حيينا خارج الزمنِ

نظمَ الشاعر موسى شعيب هذه الأبيات منذ ما يقارب خمسة عقود... وما زلنا نسأل: لمن نكتب؟

فالحرقة تعّمقت، والآمال دُفنت بلا كفن والزمن اختلّت ظروفه ...
أمّا التاريخ، فيمكننا أن نقول، تصالح مع نفسه بعد قراءة نقدية وعلمية!!  

لمن نكتب؟؟ لمن نكتب ونحن في حضرة ذكرى الشهيد الشاهد.. القائد الفذ .. صاحب التاريخ الغني بالموقف الحاسم، والخطوة الصائبة.. 

أنور الفطايري الذي عايش عن قرب، واستقى مِن، كمال جنبلاط السياسي، والمفكر، والفيلسوف، والإنسان، الفكر العقائدي للحزب التقدمي الاشتراكي والمبادئ السياسية التي ارتكز عليها في تفعيل دوره في الحياة السياسية اللبنانية والعربية، والأهم القيَم الإنسانية.. فكان الثائر وقت الثورة والصبور الناضج في زمن التحوّلات السياسية، والمندفع إلى نصرة القضايا العربية المركزية، والنابض بالقيَم الإنسانية المجتمعية. 

أنور الفطايري القائد، التقدمي، القدوة، رفيق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، في أيام الصعاب.. مَن استبسل دفاعاً عن عروبة ووجود لبنان، وحماية قضية شعبٍ آمن بدولة مدنية تقدمية وعصرية..

أنور الفطايري، شهيد العيش المشترك والمصالحة الوطنية..

 ولعل أفضل وأقوى صفعة توجّه لمَن امتدت يده إلى أنور الفطايري، هي حماية المصالحة الوطنية التي أرساها مثلث الرحمة، المرحوم مار نصرالله بطرس صفير، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط..

إنّ مسيرة أنور الفطايري النضالية منارةٌ لكل شابٍ ثائر لتحقيق العدالة الاجتماعية وسيادة القانون .. لكل مواطن ينبذ القمع والظلم والانعزالية، ويبحث عن الحرية والتنوّع، وقيَم العيش الواحد .. لكل مواطن يطمح إلى أن يتخلّص من النظام الطائفي الذي يقضي على المساواة والعدل..

امتلك أنور الفطايري القدرة على التأثير الإيجابي أينما حضر، وما تحدّث يوماً إلّا بثقةٍ عازمة، ورؤية متطلعة نحو المستقبل.. وبهذه القيَم والتوجّهات والروحية سيبقى أنور الفطايري شخصية ملهمة لأجيال وأجيال قيمةً وقامةً حاضرة بنضالها لزمن نريد أن نحيا فيه، وتاريخ مشرّفٍ سطّره بدمائه...