أنور الفطايري يجدد انتصاره.. المصالحة راسخة كسنديانات الجبل

09 شباط 2023 07:43:38 - آخر تحديث: 09 شباط 2023 08:46:07

عام 1989 اتخذ رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط قرارا وطنيا كبيرا بإعادة أهل الجبل الذين تركوا قراهم قسرا بفعل الحرب الى بيوتهم وأرزاقهم. 

كانت الحرب ما تزال تدور على جبهات القتال عندما اتخذ القرار إيمانا منه بأن عودة اللحمة الى الجبل ستمهد لإعادة اللحمة الى الوطن. فكانت الخطوة الأولى بأن دعا الى "لقاء بيت الدين" والذي شارك فيه آنذاك فاعليات مسيحية ودرزية وسنية من مختلف قرى الجبل. إضافة إلى شخصيات وطنية. 

كان اللقاء - المؤتمر بادرة أولى انبثقت عنه لجان عمل إنطلقت لتحضير الأرضية السياسية والشعبية لاعادة الجبل نموذجا للعيش المشترك كما كان قبل أن حيكت ضده مؤامرة خبيثة أشعلت الحرب على أرضه، وحدث ما حدث من مآسٍ. 

مبادرة جنبلاط الشجاعة لم يتقبلها كثر ممن كانوا يريدون للحرب ان تستمر. فكان القرار بمنع التلاقي والمصالحة بين أبناء الجبل وحتى بين أبناء القرية الواحدة. 

يومها سقط رمز من رموز الحزب التقدمي الإشتراكي شهيدا على طريق العودة. كان الشهيد أنور الفطايري والراحلان جورج ديب نعمة وجوزف القزي مكلفين من جنبلاط في العمل على تسريع هذه العودة من خلال العمل مع اللجان المنبثقة عن مؤتمر بيت الدين، وفي العمل على الأرض مع أهالي القرى، عندما تعرضوا لإطلاق نار في طريق عودتهما من جولة في قرى الشوف. سقط أنور الفطايري شهيدا وأصيب جورج ديب نعمة. وتعثرت العودة.

أنور الفطايري عاد وانتصر على قاتليه يوم عاد أهل الجبل إلى قراهم، وعندما ثبّت وليد جنبلاط المصالحة مع الراحل الكبير البطريرك مار نصرالله بطرس صفير. ويتجدد انتصاره في التاسع من شباط كل عام رغم محاولات البعض من حين الى آخر التشويش على عودة صارت أكيدة، ومصالحة باتت راسخة، وعيش واحد متجذر كسنديانات الجبل وأرزه. 

كان أنور الفطايري يحمل صفات القائد منذ كان طالبا على مقاعد الدراسة، ومن ثم عند انتسابه للحزب التقدمي الإشتراكي. قاد الحركة الطالبية في لبنان لسنوات قبل أن يدخل لبنان في أتون الحرب، ليتولى بعدها مسؤوليات ومواقع قيادية في الحزب. فمن أمين عام منظمة الشباب التقدمي الى مفوض التعبئة الشعبية فأمين للسر العام في الحزب مسيرة كان يمشيها أنور الفطايري مؤمنا بفكر كمال جنبلاط وبقضايا التحرر الوطني وعلى رأسها قضية فلسطين.