Advertise here

هل ستلبي "القوات" الدعوة إلى لقاء بكركي؟

08 شباط 2023 12:03:44

شكَّل اللقاء "الروحي المسيحي" الذي عُقد في بكركي نقطة انطلاق في اتّجاه حوار سياسي مسيحي شامل يُعوِّل عليه "التيار الوطني الحرّ" عبر حثّ البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على عقده، ورمي "كرة التعطيل" في الانتخابات الرئاسية في ملعب الفريق المسيحي الآخر المُتمثّل بـ القوات اللبنانيّة" و"الكتائب اللبنانيّة"، فيما الفريق المُقابِل لا يُريد أنْ يُقدّم هدية لرئيس "التيار البرتقالي" النائب جبران باسيل عبر هذا اللقاء.

فماذا سيكون مصير هذا اللقاء؟ وهل سيَنعقد فعلاً؟

ينقل مصدر مسيحي على اطلاعٍ وثيق بالتحضيرات لـ"اللقاء"، لجريدة "الأنباء" الإلكترونيّة "استياء البطريرك الراعي حيال رفع سقف الشروط من قِبل مختلف الأفرقاء المسيحيين في سعيٍ واضح لإسقاط مبادرته.

ووفق معلومات "الأنباء"، فإنّ "الفريق "السيادي"، وفي مقدّمته حزبا "الكتائب" و"القوات"، لا يريد تقديم هدية مجانية لباسيل". وتُفيد المعلومات، بأنّ "باسيل يجهد وراء أي تقارب مسيحي لجهة إحياء تفاهم معراب أو توسيع الإطار أكثر ، لأنّ هدفه واضح بقطع الطريق أمام وصول قائد الجيش، العماد جوزاف عون، أو رئيس تيار المردة، الوزير السابق سليمان فرنجيّة، تمهيداً لطرح مُرشّحٍ ثالث، ورفع مستوى حظوظه".

ويكشف عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب غيّاث يزبك، أنّ "البطريرك لم يُوجّه حتى الساعة الدعوة للقاء مُماثل، لكنّه بالتأكيد حريص على نجاح هذا اللقاء في حال حصوله". 

ورغم التجارب السابقة لـ "القوات" من لقاءات مماثلة، إلَّا أنّ نائب القوات يؤكّد في حديثٍ له لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، أنَّ "القوات تحترم أيّ دعوة يوجّهها البطريرك وتلبّيها على اعتبار أنّ بكركي بيت القوات، لذلك يحرص "الحزب" على أنْ يكون اللقاء حاملاً أسباب النجاح، لا أن يكون لقاءً فلكلوريّاً".

ولا يوافق على "تصوير الأزمة على أنّها أزمة مسيحية- مسيحية وتعطي غطاءً لباسيل الذي يُطالب بهذا اللقاء، وتكون هي أي "القوات" المتّهمة بتفشيل لقاء بكركي". وإذ يعتبر أنّ، "أبرز العناوين من اللقاء أنْ يكون ذي جدوى من أجل مصلحة الجميع، وأن يكون بمثابة خطوة متقدّمة باتّجاه انتخاب رئيسٍ للجمهورية، كما أن يكون نجاحاً للصرح البطريركي الذي يُمثّل بيت المسيحيين، أوّلاً وكلّ اللبنانيين ثانياً".

يزبك لا يستشفّ حتى الساعة،  "توّفر أيّ من هذه العناصر لعقد الاجتماع، لذلك فإنّ القوات ليست في وارد رفض الدعوة، لكنّها تحفّز البطريرك على المزيد من درس الموضوع حتى يؤتي أسباب نجاحه"، مُشيراً في هذا الإطار إلى أنّ،  "البطريرك في جميع خطاباته وعظاته ينتقد الفريق الآخر، وعلى رأسه باسيل الذي يسير بخطّ الممانعة" وذلك في إطار المُقارنة مع القوات"التي تقف دائماً إلى جانب المشروع السيادي، والعمل على وصول رئيس للجمهورية يحكم البلد وينتشله من أزماته التي يتخبَّط بها".

من هذا المنطلق، يقول يزبك، "نُطالب البطريرك وضع المشاركين الآخرين المُفترض مشاركتهم  باللقاء أمام مسؤولية هذه الدعوة، وحثّهم على أنْ يكونوا إيجابيين".

إذاً يبدو أنّ التريّث سيّد الموقف اليوم، حيث يشير يزبك إلى أنّ، "القوات ما زالت في مرحلة تجميع الأفكار، وتحثّ البطريرك على المزيد من أخذ الوقت والتعمّق بهذا الموضوع ليكون مؤتمراً ناجحاً"،
ويغمز إلى "هدف باسيل من اللقاء، وهو محاولة استدراج بكركي والمجتمعين لترشيحه شخصياً، أو الإتيان بمرشح يكون "طيِّعاً" بين يديْه ويحكم عبره الجمهورية".

ويتخوَّف يزبك في حال فشل المؤتمر، أو تعطيل انعقاده، من أنْ "يحمّل باسيل القوات المسؤولية، ويقول إنّه لولا موقفهم المتصلّب كان المؤتمر سيؤدي إلى إنهاء الأزمة، وكأنّ الأزمة الرئاسيّة برأيه هي أزمة مسيحية- مسيحية". وهذا الأمر، تحديداً يرفضه يزبك، ويُعطي مثلاً عليه، وهو أنّ "القوات ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وليد جنبلاط، ليسا على ذات الخط من ناحيّة اختيار اسم معيّن للرئاسة، ولكنهما يتفقان على إيصال رئيسٍ سيادي، وهذا جامع أساسي بينهما، في حين لا تُشاطر القوّات ذلك مع شركائها المسيحيين في البلد".

ولا يعفي يزبك، "الطرف الآخر وعلى رأسه حزب الله، والمؤلفّ من مسلمين وسنّة وشيعة ودروز ومسيحيين، من المسؤولية في الملف الرئاسي"، لذلك يرفض "اختزال الأزمة و"كبّها على ظهر المسيحيين، وبأنهم هم السبب".