Advertise here

السوريون يعانون كارثة الزلزال... وتسييس المساعدات؟

07 شباط 2023 19:14:22 - آخر تحديث: 07 شباط 2023 19:34:50

وضع الزلزال الذي ضرب تركيا الإثنين وكانت له تبعات مدمّرة في سوريا المجاورة، العديد من المنظمات الإنسانية والدول الغربية تحت الضغط لتوفير المساعدة للشعب السوري.

وأسفر الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 على مقياس ريشتر، إضافة الى الهزات الارتدادية المتعددة التي تلته، عن مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص في تركيا وسوريا، بحسب أحدث تقارير رسمية صدرت الثلاثاء، في وقت يواصل عناصر الإنقاذ عمليات انتشال الجثث والبحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وبدأ المجتمع الدولي منذ الإثنين، إرسال مساعدات وفرق إغاثة بشكل عاجل الى تركيا. ووعدت دول غربية عدة منها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، بتوفير مساعدة لسوريا، من دون أن تقدم حتى الآن على خطوات عملية بهذا الشأن.

وقال مسؤول برنامج سوريا في منظمة أطباء بلا حدود مارك شاكال إن البلاد "لا تزال منطقة غير واضحة من وجهة نظر قانونية ودبلوماسية"، مشددا على الحاجة الى إرسال المساعدات "في أسرع وقت".

وأبدى شاكال خشيته من أن تكون تبعات الزلزال أكبر من قدرة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية الحاضرة في بلاد تشهد منذ 12 عاما نزاعا مدمّرا.

ورأى الأستاذ رافايل بيتي من منظمة "مهاد" الفرنسية غير الحكومية، أن إرسال المساعدة الى سوريا هو أكثر إلحاحا "لأن وضع السكان كان مأسويا" حتى قبل الزلزال.

وأبدى قلقه على وجه الخصوص بشأن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، آخر المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، مقدّرا عدد المقيمين فيها بزهاء 4,8 ملايين نسمة.

مساعدات عبر تركيا؟

ووفق الآلية المعتمدة بقرار من مجلس الأمن الدولي، تدخل الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية المخصصة للمناطق الخارجة عن سيطرة النظام، من تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي في إدلب. وسمح المجلس في 2014 بعبور المساعدات عبر أربع نقاط حدودية، لكنه ما لبث أن قلّصها الى واحدة بضغوط من موسكو وبكين، حليفتي دمشق.

ويبدي معنيّون بالعمل الاغاثي قلقهم من ازدحام معبر باب الهوى في حال كان المنفذ الوحيد، لكنهم يشككون في الوقت عينه في إمكانية إعادة تفعيل المعابر الحدودية الأخرى.

وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن معبر باب الهوى تأثر بالزلزال الذي ضرب البلدَين.

تعليق العقوبات؟ 

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "يجب على جميع الأطراف الدولية، بما في ذلك روسيا، استخدام نفوذها على النظام السوري حتى تصل المساعدات الإنسانية للضحايا".

من جهته، رأى رئيس معهد Prospective et Sécurité إيمانويل دوبوي أن فرنسا قد تكون أقل حضورا "مما كانت عليه في أزمات أخرى" نظرا لأنها ستكون محرجة بالتعامل مع نظام لا تعترف بشرعيته.

الا أن رافايل بيتي رجح أن يتم إيصال المساعدات كذلك الى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري "كما كان يحصل دائما منذ عشرة أعوام".

لكنه أبدى قلقه حيال أيصال المساعدات الى إدلب "التي تضم 2,8 مليوني مهجّر"، خصوصا وأن السلطات التركية منشغلة حاليا بتوفير المعونة لمواطنيها المنكوبين.

وقال المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ينس لاركي في جنيف "من الضروري أن يرى الجميع هذا الوضع (...) على حقيقته، فهو أزمة إنسانية معرضة فيها أرواح للخطر"، مضيفًا "رجاء لا تسيّسوها".