Advertise here

أربع ساعات باجتماع باريس: توافق على البنود.. ولا أسماء

07 شباط 2023 07:36:25

الانتظار متبادل بين لبنان والخارج. القوى اللبنانية تنتظر مندرجات لقاء باريس الولي للبحث في الملف اللبناني. بينما قوى الخارج تعوّل على أن يتلقف اللبنانيون هذه المساعي للعمل باتجاه إبرام تسوية تكون متوافقة مع المسار المطلوب. وعلى وقع هذا الانتظار، يترقب اللبنانيون الحركة التي ستلي اجتماع باريس، وإذا ما كان هناك خطوة جديدة ستقوم بها إحدى الدول لوضعهم في الأجواء، وتفعيل الحركة السياسية لتوفير العناصر المكملة للتسوية. بينما القوى الخارجية ستنتظر معرفة كيفية تلقف اللبنانيين لما يصدر عن الاجتماع وإمكانية التماهي معه.

برّي وفرنجية
في هذا السياق، تشهد الساحة المحلية بعضاً من التحرك السياسي الذي لا يزال خجولاً أو خافتاً أو حتى غير ظاهر أو علني. فإلى جانب مبادرة البطريركية المارونية لجمع النواب المسيحيين، في مقابل التحرك الذي يقوم به الحزب التقدمي الاشتراكي، فإن الكواليس السياسية تضج بتواصل بين قوى مختلفة ومتعارضة، في سبيل رسم إطار عام لمسار التسوية. يقود الرئيس نبيه برّي هذا التواصل مع جهات في الداخل وفي الخارج أيضاً. على الرغم من هذا التواصل لا يزال برّي إلى جانب حزب الله يتمسكان بترشيح سليمان فرنجية. وعلى الرغم من تلقيهما إشارات غير مباشرة حول ضرورة البحث عن مرشح آخر، إلا أن الموقف الثابت لدى رئيس المجلس هو الثبات على ترشيح رئيس تيار المردة، على قاعدة أنه لا كلام واضح من الخارج حول رفض فرنجية أو اعتباره مرشحاً خاضع للفيتو الدولي.

لكن فرنجية نفسه -حسب ما تقول مصادر متابعة- لا يريد الدخول إلى جلسة انتخابية مرشحاً على قاعدة التنافس مع مرشح آخر، ولا تكون نتائجها مضمونة. وأنه في حال كان سيتنافس على التصويت مع قائد الجيش جوزيف عون، فهو سينسحب أو لن يعلن ترشيحه. لكن المصادر تضيف أن الثنائي الشيعي أبلغ فرنجية بأنه لا مجال للتفكير بهذا الأمر حالياً، ولا يزال من المبكر الحديث عن الانسحاب.

أولوية الاستقرار
في مقابل هذه الأجواء، هناك من يشير إلى أن حزب الله يتجه إلى الإعلان عن فرنجية مرشحاً أوحد، ولا مجال للنقاش في أي مرشح آخر. هذا الكلام لا يزال عرضة للتضارب، خصوصاً أن معطيات قريبة من الحزب تفيد بأنه لا يقدّم أي أولوية على أولوية الاستقرار. وبالتالي، في حال حصل توافق خارجي وداخلي على إنجاز تسوية بشروط متوازنة، يمكن حينها التجاوب مع المسألة.

هنا لا بد من ربط ما يجري في السياق الإقليمي، خصوصاً أنه ما بعد اجتماع باريس لا بد من أن تستكمل كل دولة شاركت في الاجتماع حركة اتصالاتها ومحاولاتها الاستطلاعية لما يمكن تحقيقه، علماً أن بعض المؤشرات تفيد بأنه في حال تحققت بعض النقاط الإيجابية أو حصل تقاطع للمصالح يمكن أن يبنى عليه، فذلك سيؤدي إلى التحضير لعقد اجتماع آخر قد يكون على المستوى نفسه، وقد يكون على مستوى أعلى، وفق ما تقتضيه الظروف والمعطيات في حينها. وبحال كانت الحاجة لعقد اجتماع على مستوى تقرير فعندها ستكون هذه الدولة مستعدة لذلك.

أجواء باريس
وحسب ما تقول مصادر متابعة لاجتماع باريس، فإنه كان إيجابياً، وقد تطرق إلى مختلف الملفات اللبنانية من انتخاب الرئيس، وشخصية رئيس الحكومة، وآلية تشكيلها، بالإضافة إلى برنامج عملها، والذي يجب أن يحظى بثقة المجتمع الدولي، بالإضافة إلى الاتفاق على خطة واضحة للإصلاح. 
استمر الاجتماع حوالى 4 ساعات، فيما تشير المعلومات إلى لقاءات ثنائية عقدت بين الوفود المشاركة.

وتضيف المعلومات، أن الاجتماع رفض البحث في الأسماء، على قاعدة أن هذه مسؤولية اللبنانيين. وبحال حصل تقدم، فحينها يمكن عقد اجتماع آخر على مستوى وزراء الخارجية. وتضيف المعلومات، أن الوفد الفرنسي كان أول المتحدثين، مفتتحاً الجلسة بالتشديد على ضرورة المساعدة في حل الأزمة اللبنانية. فيما بعد قدم الوفد السعودي رؤيته، وكان النقاش من ضمن ما ورد في بيان نيويورك الثلاثي، والمبادرة الكويتية، وقد كانت الوفود موافقة على هذه البنود، مع التركيز على ضرورة العمل لأجل التوافق في لبنان.