Advertise here

لبنان أكبر من دعوات الفدرلة والتقسيم.. 6 شباط درس وعبرة

06 شباط 2023 09:00:00

تدور الأيام دورتها لتعيد التذكير بمحطات من تاريخنا الحديث شكلت وقتذاك مفصلاً وتحولاً أساسيًا في مجرى الأحداث. 

واحدة من هذه المحطات إنتفاضة 6 شباط 1984 التي يمكن وصفها مع المحطة الثانية في 14 شباط من ذلك العام، يوم تحرير الشحار الغربي، ببداية ضرب مشروع سلخ لبنان عن انتمائه العربي.

كان الانتصار بحرب الجبل قبل أشهر وفتح الطريق من الشويفات إلى الضاحية الجنوبية ومنها الى بيروت الغربية عاملا مساعدا أساسيا في التحضير للإنتفاضة. وقد كانت الممارسات السياسية والأمنية للحكم في ذلك الوقت أحد الأسباب التي أوصلت الى يوم 6 شباط. 

غير أنه في الأسباب السياسية الكبرى التي حتمت ذلك التحرك كان ارتفاع منسوب الكلام عن فدراليات مزعومة وتقسيم للبلاد. فأتت انتفاضة 6 شباط التي قامت بها القوى الوطنية وفي مقدمتها الحزب التقدمي الإشتراكي وحركة أمل لتعيد الأمور الى نصابها، وتسقط ذلك المشروع، الذي تعود بعض الأصوات اليوم لتطرحه ولو بشكل مختلف عبر دعوات متجددة لفدرالية تحت مسميات جديدة. 

لعل استذكار المناسبات الوطنية وأحداثها كمناسبة 6 شباط يعيد التذكير "بالمجرّب" حتى لا يكون العقل اللبناني "مُخرباً"، فلبنان الذي اختبر من قبل محاولات إدخاله في مشاريع وأحلاف خارجية، أو في مشاريع تقسيم، عليه أن لا يُغيّب عن باله ما آلت اليه تلك المحاولات. 

إن إنتفاضة 6 شباط، كثورة 1958، يجب أن تبقى راسخة بمعانيها في الأذهان بأن لبنان لا يكون إلا كما نص عليه إتفاق الطائف بلدا عربيا واحدا لكل أبنائه، يسوده معيار المواطنة والانتماء.