Advertise here

الراعي: جرم عظيم بحق الشعب اللبناني والدولة!

05 شباط 2023 12:08:49 - آخر تحديث: 05 شباط 2023 16:33:31

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطرانان سمير مظلوم وحنا علوان، أمين سر البطريرك الأب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان - حريصا الأب فادي تابت، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور رابطة خريجي معهد الرسل - جونية وعائلة المرحوم روميو لحود وحشد من الفعاليات والمؤمنين.

وبعد العظة، اعتبر الراعي أن "حالة الشعب اللبناني الذي يعاني من الفقر والجوع، ومن حرمانه الدواء والغذاء، ومن فقدان الحق والعدل، إنما هي نتيجة سوء إداء السياسيين الممعنين في خيانة الشعب.نعم في خيانة الشعب الذي ائتمنهم على مؤسسات الدولة لكي يحكموا له بالحق والعدل، ويؤمنوا الخير العام الذي منه خير جميع المواطنين وخير كل واحد. ذلك أن نواب الأمة بالطاعة العمياء لمرجعياتهم يحجمون عن انتخاب رئيس للجمهورية، ويؤثرون الإنهيار المتفاقم في المؤسسات الدستورية والعامة، وقهر الشعب، وإرغام خيرة قوانا الحية على مرارة الهجرة. أليست هذه خيانة عظمى؟ بل جرما عظيما بحق الشعب اللبناني والدولة؟ كيف بإمكانهم أن يغمضوا أعينهم عن رؤية شعبنا الفقير المقهور، وعن رؤية مؤسسات الدولة تتهاوى وتسقط؟ وأن يصموا آذانهم عن صراخ المرضى المحرومين من الدواء وإمكانية الإستشفاء؟ أإلى هذا الحد من الحقد والكيدية بلغ نواب الأمة ومرجعياتهم؟ وما القول عن القضاء، هذا العمود الفقري للدولة؟ الذي يهدم أمام أعيننا من أهل السياسة بتدخلهم وضغوطهم، ومن أهل القضاء أنفسهم المنصاعين لهم؟ هذه كلها نتيجة غياب رأس للدولة".

وتابع: "يتكلمون عن ضرورة الحوار من أجل الوصول إلى مرشح توافقي، فيما البعض يتمسك بمرشحه ويريد فرضه على الآخرين، والبعض الآخر يتمسك بحق النقض ضد ترشيح هذا أو ذاك من الشخصيات المؤهلة وهي عديدة. أول ما يقتضي هذا الحوار، إذا حصل، الإنطلاق أولا من لبنان ووضعه ومن حالة اللبنانيين، ومن ثم البحث عن المرشح الأفضل والأحسن لهذا الظرف. ويقتضي ثانيا التجرد من الأنانية الرامية إلى المصلحة الخاصة. يقول الكاتب والمفكر الفرنسي بسكال: "الأنا ظالم بحد ذاته، إذ إنه يجعل نفسه محور كل شيء، ولا يقبل الآخرين بل يرغب في استعبادهم. فكل أنا هو العدو ويريد أن يتسلط على جميع الناس." (راجع النهار: الإفتتاحية المذكورة)".

وختم: "فلنصل، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، لكي يعضدنا الله جميعا بنعمته لنعيش المحبة الإجتماعية على مثال الأبرار والصديقين ، ولكي يرد الكثيرين إلى الإيمان وقداسة السيرة، فنستحق أن نسبح ونمجد الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

بعد القداس استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في القداس.