رحلت السنديانة الفارعة التي تجذرت في أرضها وتفرعت في البلدان كافة. 
رحلت سيدة النضال والافضال بعد عمر طويل من العطاء والإنجاز. 
رحلت كبيرة المناضلات السيدة ليندا مطر التي الهمت الوجدان النسائي روح الثورة والتمرد على الظلم والجهل والطغيان. 
أنشأت جيلا من النساء والجمعيات النسائية التي أطلقت برنامجا مطلبيا موحدا في وجه السلطة وأصحاب النفوذ. 
اعتبرت ليندا مطر أن قضية المرأة هي قضية سياسية لا يمكن معالجتها إلا من ضمن نظام سياسي يحترم حقوق الإنسان والمساواة الكاملة بين جميع المواطنين على قاعدة وطنية عربية تدافع عن الانسان والإرث والتاريخ. 
أول من كان يقف في صفوف المظاهرات التي كانت تنظم ضد الاحتلال الاسرائيلي وضد التقسيم وضد المشروع الصهيوني بكامله. 
ساهمت في إعادة بناء المجلس النسائي اللبناني في أول التسعينيات، وتبوأت منصب الرئاسة لمدة أربع سنوات بكل جدارة وإخلاص، وشاركت في معظم المؤتمرات الدولية، وتبوأت مناصب عدة فيها كما حازت على أوسمة وطنية من رؤساء الجمهورية والوزراء. فضلها كبير على الحركة النسائية اللبنانية، إذ توسعت آفاقها واتسعت مساحتها  وتطورت فأصبحت من أهم الحركات النسائية في العالم العربي. 
كما أن هذه الحركة قد اكتسبت ثقة الحكام والمتنفذين فأدخلت تعديلات كثيرة على قوانين مجحفة بحق المرأة باتجاه انصافها ومنحها بعض حقوقها، وأصبحت تشارك ولو بشكل محدود في الحياة السياسية. 
لا يمكن أن نختصر نضال ليندا مطر بسطور قليلة. حسبنا اليوم ان نترحم على روحها الطاهرة، ونخلد ذكراها بكتابة تاريخ نضالها واستلهام نهجها في العمل النسائي. ونتقدم بالتعازي من أنفسنا أولا أفرادا وجمعيات، ومن الحركه النسائيه ومن المجلس النسائي اللبناني وخاصة من لجنة حقوق المرأة اللبنانية التي ساهمت في تأسيسها وتبوأت منصب الرئاسة فيها لمدة طويلة، وانطلاقا منها لمع عطاؤها وابداعها. 
رحمة الله عليك يا رفيقة الدرب في جمعيتي لجنة حقوق المرأة والإتحاد النسائي التقدمي، وفي جميع مكونات الحركة النسائية. 
رحمة الله عليك يا أم الحركة النسائية في لبنان.  
اسكن الله روحك فسيح جنانه.