Advertise here

الشعب والإقناع.. وليس الاقتناع

29 أيار 2019 16:55:42

 

"كما كان يقول المعلم كمال جنبلاط.
إننا نؤمن ان التجارب المريرة حوّلتنا من جماهير إلى شعب، شعب الأسئلة القلقة
والخوف على المصير،لا الأجوبة الجاهزة"

كتب الغزالي رحمه الله..
سيقنعونك أن الفقر ليس عيباً،
وأن الله يحب الفقراء أكثر ، وأن النبي عليه الصلاة  والسلام كان فقيرا، وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن الزهد فضيلة، وأن الطمع رذيلة، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء، والأغنياء هم محض مصاصو دماء
هذا نوعٌ جميلٌ من المخدرات. ستجعلك تستمتع بفقرك، تستلذ بحاجتك..
ترضى بضعفك وقلة حيلتك.!!
لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة، 
ولا عن طلحة وسخائه ولا عن الزبير وعقاراته، ولا عن ابن عوف وتجارته، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته..
 رضوان الله عليهم أجمعين.
ولا ننس سيقولون لنا ان السيد المسيح عليه السلام
ولد في مغارة صغيرة فقيرة
وسار بدرب المحبة وسلك درب الجلجلة وسلّم نفسه الى جلاديه.
فصلبوه ولكنه لم يرتق لاصاحب الاموال ولاصحاب مخازن الحبوب على انهم البشرية فقط بل حاربهم بكل ما يملك واخذ يعلمهم بما يدخرون ولا يطعمون به عامة الناس.
وكأنه اليوم مطلوب منا  كمواطنين ان نكون مجلودون عليه ان نسير 
درب الجلجلة والضرائب هي 
السوط من قال هذا..
او هل مطلوب منا فقط ان نتشبه بما قصاه السيد المسيح بدل ان نتشبه بتعاليمه.
او مطلوب منا ان نقول يا رب اغفر لهم
لا يدرون ما يفعلون..
ولكن هم يعلمون ما يفعلون..!!
لن يحدثك أحد عن استعاذة سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه من الكفر والفقر، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف.بل سيقولون لك إنه لا بأس أن تكون (فقيرا،ضعيفا، محتاجا)
فحينها، لن تسأل، لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك، لتتساءل فيها عن الظلم، عن الانبطاح، 
عن الاستضعاف، فحينها، ستصبح مزعجاً، متطفلاً متجاوزاً لمكانتك، حينها ستفكر، ستخطط، ستعمل وربما..!!؟؟
لا سمح الله - ستنتصر ..!!
             
يستطيع الانسان ان يتوقف عن التفكير لسنوات لكنه لا يستطيع التوقف عن الاكل والشرب والتنفس الا لفترة وجيزة.
أتدري لماذا؟ 
لأنه في الأولى مخيَّر محكوم بالعقل.
وفي الثانية مسيَّر محكوم بالقدرة الإلهية..
فكن أيها العاقل الناطق عاقلاً وناطقاً 
وإلا فأنت غير مؤهل لهذا  الإستحقاق..
كفى..لسنا انعاماً بل نحن بشر لنا علمنا وفكرنا وايديولوجيتنا ونجيد ما مطلوب منا وعلينا