شيع الحزب التقدمي الإشتراكي مع أهالي بلدة نيحا الشوف المأسوف عليه رئيس بلدية نيحا المناضل وهيب حسين غيث (أبو وائل) في مأتم حاشد ومهيب أقيم له في مسقط رأسه بمشاركة واسعة من وفود مشيعة قدمت من مختلف بلدات الشوف والمتن وعاليه وحاصبيا وراشيا لوداعه الأخير، وكان قد نعاه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، وإتحاد بلديات الشوف الأعلى إلى جانب أهالي بلدته.

شارك في التشييع وفد حزبي قدم التعازي والمواساة إلى إسرة ورفاق وأصدقاء الفقيد بإسم رئيس الحزب وليد جنبلاط ورئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، وضم النائب السابق علاء الدين ترو، عضو مجلس قيادة الحزب المحامي نشأت الحسنية، القيادي د. ناصر زيدان، وكيل داخلية الشوف د. عمر غنام وأعضاء من جهاز الوكالة، المعتمدين: د. بسام البعيني، المهندس سلام عبد الصمد ووليد الأشقر، مدير فرع التقدمي في نيحا سليم ذبيان وأعضاء من هيئة الفرع، مدراء وأعضاء فروع حزبية وجمع من الحزبيين والمناصرين.

كما شارك في التشييع رجال دين، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى على رأس وفد من المشايخ، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع مع وفد من مشايخ العرفان، العقيد سمعان طراد ممثلا قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون على رأس وفد من ضباط قيادة الجيش، المقدم نصري ذبيان ممثلا مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد الشرطة القضائية العقيد زياد قائدبيه، مستشار النائب جنبلاط الأستاذ حسام حرب، رئيس الأركان السابق اللواء أمين العرم واللواء حاتم ملاك، مسؤول مكتب الإغتراب في الحزب المهندس بسام صافي، وفد من قيادة شرطة بيروت في قوى الأمن الداخلي، مدراء عامون، رؤساء بلديات ومخاتير، وجوه أمنية وقضائية، فعاليات إجتماعية وإقتصادية ووفود من المشيعين أمت موقف بلدة نيحا لتقديم العزاء.

زين الدين
عرف بالوفود المشيعة وقدم المتحدثين المهندس يحيى ذبيان، ليتحدث بعد ذلك رئيس بلدية بطمة الأستاذ خالد زين الدين بإسم إتحاد بلديات الشوف الأعلى قائلا": "يعز علينا وداع رفيق مناضل في شتى المجالات والميادين من أجل نيحا، دافع عنها بشجاعة وكان مثالا في التضحية والإخلاص، والوفاء بأخلاق عالية، حمل هم فقرائها والمعوزين فمدهم بما تيسر من وسائل التدفئة والعيش الكريم، واضعا نصب عينيه تعزيز السياحة فيها"، لافتا إلى أنه قد دعا وزير الداخلية إلى عدم تأجيل الإنتخابات البلدية عله يستريح من هم المسؤولية في هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها البلديات.

وأنهى زين الدين كلمته بقصيدة رثاء.

أبو هدير
تلاها كلمة بلدية نيحا التي ألقاها نائب رئيس البلدية داني أبو هدير معددا مزايا الفقيد "عرفناه معطاء"، باسط الكف، صافي السريرة، حسن الملقى، كريم النفس، بيته عامر بأهله وضيوفه من كل حدب وصوب، ما رد سائلا. كلل مسيرته برئاسة بلدية نيحا حيث حصد محبة أهلها وثقتهم، فكان مهتما بشأن البلدة وغيورا على مصلحتها".

ذبيان
بدوره رثى مدير فرع الحزب في نيحا سليم ذبيان الفقيد بالقول "نودعك اليوم يا أغلى ويا أخلص الرفاق... عملت في المجال الحزبي والبلدي فكنت قدوة يحتذى بها، وكنت الداعم الدائم، ولم يكن هناك في مبدأك أي مصلحة تعلو على مصلحة بلدتك نيحا والحزب الذي إنتسبت إليه. خسرناك رفيقا، وخسر الحزب أوفى وأخلص رجاله، وخسرت نيحا شخصا لن يتكرر".

أبو زين
من جهته تحدث د. غالب أبو زين بإسم أهالي بلدة نيحا "كان لي شرف رفقتك وصداقتك. فمنذ العام 1975 إبتدأت رحلتنا سويا في أول لجنة محلية مع الإدارة المدنية في الجبل برئاسة المرحوم العميد كامل زين الدين، وبعدها ترافقنا في اللجان والنشاطات الإجتماعية وبالأخص في رابطة التضامن الإجتماعي وفي كافة اللجان الحزبية والإنتخابية، وفي جميع هذه المحطات كانت بصماتك واضحة بالإندفاع والعطاء والنضال المستمر، ثم كانت مسيرتك في رئاسة بلدية نيحا في العام 1998 وفي دورة ثانية عام 2016، فكنت الرجل المعطاء، والمقدام، والغيور والحريص على المصلحة العامة وعلى مصلحة بلدته ومنطقته ومجتمعه".

عزام
كذلك كانت كلمة في رثاء الفقيد لمختار البلدة السيد نبيل عزام الذي قال "نجتمع اليوم لنودع رجلا من رجال نيحا الأشاوس... فماذا أعدد من صفاتك يا وهيب، وماذا أقول عنك أيها الرجل النبيل، يا أيها المؤمن والساعي دوما لمد يد العون للمحتاجين، يا صاحب الهمة والواجب، وصاحب الحس المرهف".

الحسنية
أما كلمة الحزب التقدمي الإشتراكي فألقاها المحامي نشأت الحسنية مستهلا إياها "تودع اليوم بلدة نيحا ونودع معها رئيس بلديتها وهيب غيث، الرفيق العزيز، صاحب البسمة الدائمة والقامة المديدة التي إستمدت من صلابة نيحا وأرضها سمارا وصلابة وعنفوانا".

وأردف "نودع اليوم في الحزب رفيقا مخلصا، صادقا وصدوقا مع نفسه ورفاقه، حاضرا حضورا محببا لكل من عرفه وتعامل معه في الحزب والمجتمع، كبيرا وصغيرا، في مسيرته النضالية من فرع نيحا إلى معتمدية الشوف الأعلى، ووكالة الداخلية ومهامه في جيش التحرير الشعبي، قوات الشهيد كمال جنبلاط، لم يتلون يوما بل بقيت بوصلته ثابتة وجهتها دار العزة والكرامة، دار المختارة إلى جانب سيدها وقائد مسيرتنا الرئيس وليد جنبلاط، كما كان مع المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وكما كان في المرحلة الأخيرة من حياته مع تيمور وليد جنبلاط ملتزما مبادئه في الحزب دون تردد أو كلل. لم يتردد يوما في إشهار مواقفه وإنتمائه السياسي والحزبي، وعندما كان الخيار بين الحزب ومبادئه وإلتزامه وبين أي خيار آخر، كان ودون تردد ومهما كانت النتائج منحازا وملتزما الخط الوطني والعربي والتقدمي، خيار الحزب ورئيسه، مدافعا عن موقفه السياسي، بعيدا عن أية مصلحة خاصة، فلم يسجل عليه يوما رغم دقة الأحداث وخطورتها إلا الموقف الجريء دون أية مساومة، قويا في إرادته يستمدها من إيمان قوي راسخ بعدالة القضية وشجاعة الموقف، ومن تاريخ عريق في النضال والصراع".

وتطرق الحسنية إلى الفترة التي تولى فيها الفقيد رئاسة بلدية نيحا لسنوات طويلة قضاها في عمل دؤوب لتقديم الأفضل لبلدته ومنطقته من أجل تقدمها وتطورها وتنميتها في ظروف إنمائية صعبة، مضيفا "شكل من موقعه وميزات شخصيته، صلة وصل بين بلدته المناضلة ومنطقته وبين جاراتها في جزين وقرى قضائها وقرى البقاع، في تكريس مفاهيم التواصل والإنفتاح. هذا الدور الريادي الذي مارسه عن قناعة تامة بتوجهات رئيس الحزب في الحوار وإرساء التواصل والمصالحة الوطنية التي تكرست بيومها التاريخي في دار المختارة بين الرئيس وليد جنبلاط والمغفور له الكاردينال صفير". 

وأضاف "أبو وائل، صاحب العطاءات الذي لم يبخل يوما عن وقوفه إلى جانب أهله ومجتمعه خاصة في مواجهة الأزمة الإجتماعية، الإقتصادية والصحية التي شاء القدر أن تكون من ضحاياها بعد أن جهدت لحماية الآخرين منها".

وتابع "ترحل اليوم والوطن يعاني ما يعانيه من إنهيار في مؤسساته وقطاعاته، وإزدياد الأزمات السياسية والإقتصادية عمقا، وأخالك اليوم لو قدر لك وأنت الرجل المؤمن بقضاء الله وقدره، لفضلت البقاء لتكمل مسيرتك النضالية إلى جانب رفاقك في الحزب الذين منحوك كما منحتهم ثقتك ومحبتك، لتبق إلى جانب وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط كما كنت على الدوام".

وأكد "في يوم وداعك نقول أن مسيرتك النضالية في الحزب وفي مجتمعك ستبقى في عهدة الرجال والمناضلين الشرفاء، والقيادة الحكيمة والشجاعة لرئيس الحزب والمستقبل الواعد الذي حلمت به وناضلت من أجله، أمانة لدى تيمور جنبلاط".

وختم كلمته بتقديم العزاء بإسم رئيس الحزب وليد جنبلاط والنائب تيمور جنبلاط إلى عائلة الفقيد وإلى عموم أهالي بلدة نيحا.  

غيث
وجاء في كلمة عائلة الفقيد والتي ألقاها السيد هشام غيث "لقد نشأ فقيدنا الغالي نشأة عصامية منذ إغترابه عن أرض الوطن في ريعان الشباب، فشكل علامة فارقة في الصدق والوفاء والإخلاص، ومصدرا للثقة وحسن الإلتزام. إنخرط "وهيب" في خدمة الشأن العام رئيسا لبلدية نيحا لسنوات وسنوات، ورئيسا لرابطة التضامن الإجتماعي، كما كان مناضلا في صفوف الحزب التقدمي الإشتراكي مجابها شتى التحديات والصعاب، وبقي رفيقا وصديقا لمرجعياتنا الروحية الأتقياء، إكراما وإنفاذا لوصية أخيه البار، عمنا المرحوم الشيخ حارث غيث رحمه الله".

وفي ختام كلمته، توجه غيث بكلمات الشكر والإمتنان بإسم عائلة الفقيد إلى كل من واساهم وشاركهم مصابهم الأليم.

تخلل المأتم شهادات رثاء من أصدقاء الفقيد: الصحفي صبحي الدبيسي، علي عزام، سعيد الزويني، إلى جانب قصيدتي رثاء لكل من الشاعر فيصل الصايغ والشاعر يوسف مزهر.

بعدها أم شيخ العقل الدكتور سامي أبي المنى  الصلاة على روح المناضل وهيب غيث، قبل أن يوارى جثمانه الثرى في مدافن البلدة.