طعمه: التوافق هو خارطة الطريق للخلاص من الأزمات والسجالات

28 كانون الثاني 2023 22:51:12

 شدد النائب والوزير السابق نعمة طعمه، على أن الحوار والتلاقي والتشاور بين جميع القوى والأطراف السياسية اللبنانية ضروري جداً، وهو خارطة الطريق التي تحميه وتنقذه، وتبعده عن آتون الإنقسامات والتفرقة والتشرذم والتعصب، وهو الذي ينتج رئيساً للجمهورية، يعيد للمؤسسات الدستورية دورها ومكانتها"، آسفاً للإنقسام والسجال القضائي حول ملف إنفجار مرفأ بيروت، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة الجسم القضائي وإبعاده عن السجالات والتدخلات السياسية.
        
وأعرب طعمه في تصريح "للأنباء" الكويتية، عن أمله في أن تلتقي جميع الكتل النيابية مع بعضها البعض، للتشاور والتباحث في مختلف الإتجاهات، للوصول الى تفاهم حول انتخاب رئيس للجمهورية، إذ لا يمكن لأي كتلة منفردة، وبمعزل على الكتل الأخرى، الإتيان برئيس الى سدة الرئاسة، كما هو الحال في أميركا او انكلترا حيث يوجد حزب ديمقراطي وآخر جمهوري، بينما عندنا من يحصل على النصف زائد واحد من الأصوات يكون الرابح.
     
ورحّب طعمه بدعوة رئيس مجلس النواب الى الحوار، الذي من خلاله يمكننا التوصل الى نهاية عذابتنا اليومية بفعل الأوضاع التي نعيشها، ونوه بخطوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عبر إنفتاحه المتواصل على الأطراف السياسية، إنطلاقا من الحوار، بهدف كسر حدة الإنقسام السياسي، وفي محاولة للتفاهم والتوافق وتقريب وجهات النظر في موضوع رئاسة الجمهورية، لأن البلاد وأوضاعها الإقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والصحية، لم تعد تحتمل، وبتنا على صفيح بركان.

 وإذ استبعد طعمه انتخاب رئيس جمهورية في المدى القريب، نتيجة تفاقم الإنقسامات السياسية بين جمع القوى، لكنه لم يفقد الأمل، مؤكدا ان اللبناني خلاّق، ورغم كل الظروف الصعبة، يمكننا التغلب على التحديات، كما فعلنا سابقا، والوصول بلبنان الى شاطئ الأمان، مشددا على ان لبنان رسالة سماوية للتعايش بين مختلف الطوائف والأديان، ونحن نتمسك به، ونعمل جميعا على حمايته، مهما اشتدت الأزمات والصعاب.   
   
  وردا على سؤال حول عدم التوافق على انتخابات رئاسة الجمهورية، قال طعمه:" علينا التوافق، لأنه هو الأساس للخروج من هذا النفق، وهو خارطة الطريق للخلاص من الأزمات والسجالات ". 
   
  وأضاف طعمه في هذا السياق "هنا لا يد من الإشارة إلى أمر مهم جدا، وهو أنه لو كانت الأطراف المسيحية جمعاء، متفقة مع بعضها البعض، لكنا انتخبنا رئيسا للجمهورية، وكان رئيس الجمهورية اليوم على رأس البلاد".
     
وعن رأيه بتصريح البطريرك الراعي واتهامه النواب والوزراء بالتعطيل قال: "لا يمكن التعميم واتهام الجميع، فهناك من يشارك ويعمل على تسهيل الأمور لانتخاب رئيس الجمهورية".

وتعليقا على إعتصام نواب من التغيير في مجلس النواب، رأى طعمه انه أمر جيد، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كل الناس معهم؟
     
وتوقف طعمه عن الأوضاع الإقتصادية المتدهورة في لبنان، بسبب تصاعد الدولار بشكل جنوني، فأبدى أسفا شديدا الى ما وصلت اليه هذه الأوضاع، مشيرا الى ان المظلوم ليس الموظف في القطاع الخاص، وإنما موظف الدولة الذي يتقاضى راتبه بالليرة اللبنانية، فهناك 20 % من الناس تأتيهم مساعدات من أهاليهم العاملين في الخارج.

  وتطرق طعمه الى الوضع في الشوف، فأكد "اننا في الشوف عائلة واحدة، من جميع المذاهب والطوائف، وقال:" لا يمكن إلا أن نكون معا مسيحيين ومسلمين ودروز، فنحن تربينا مع بعضنا البعض، وحياتنا وعاداتنا وتقاليدنا واحدة، وسيبقى الجبل والشوف قلب لبنان النابض، وسنبقى سويا ونعمل متحدين في مواجهة كل الأزمات والتحديات، وسنحمي المصالحة ونعززها بكل ما أؤتينا من قوة، لأنها السند المنيع بوجه كل محاولات التفرقة التي قد تحاول النيل من وحدتنا وعيشنا الواحد.  

 وفي معرض رده على سؤال عن العلاقة مع الدول العربية، أكد طعمه على العلاقة الأخوية التي تربط لبنان وعبر التاريخ مع الدول العربية، وخصوصا دول الخليج، التي "تكن كل المحبة والتقدير للبنان وشعبه، وهي التي لم تتركه أبدا، لا في السلم ولا في الحرب"، مثنيا على الدور الكبير للمملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وبصماتهما الخيرة في لبنان، فالسعودية هي التي استضافت مؤتمر الطائف في العام 1989، وأوقفت الحرب الأهلية في لبنان، بعد جهود ومساعي اللجنة السداسية العربية التي كانت السعودية والكويت من ابرزها.
     
 وقال طعمه: "الله يحمي السعودية والكويت ودول الخليج الشقيقة وقياداتها الحكيمة، فهي اليوم تطورت كثيرا، وباتت علامات فارقة وهامة على الخارطة العربية والدولية. وسيكتب التاريخ ذلك، ولبنان سيبقى وفيا للمملكة وللكويت، التي لهما بصمات بيضاء وخيرة في جميع المناطق اللبنانية، معتبرا ان البلدان العربية هي رئة لبنان.
 
 وأضاف "ان السعودية والكويت كدول الخليج جميعا، تحبان جيرانهما، وهنا لا بد لي من شكر السعودية والكويت على احتضانهما للعديد من اللبنانيين. السعودية لها بصمات بيضاء وتاريخية وراسخة في لبنان، هم يحبون لبنان من صميم القلب، وأذكر عندما كنت وزير للمهجرين، قدم الملك الراحل عبدالله مبلغ 500 مليون دولار للوزارة لاعادة لبنان بعد عدوان (تموز) الاسرائيلي على لبنان في العام 2006، وقد سُلمت هذه المساعدة إلى المصرف المركزي . وأما بالنسبة للكويت، فهي وقفت أيضا الى جانب لبنان على مر العصور، ولها اسهامات ناصعة في تاريخ لبنان الانمائي والاقتصادي والاعماري، وبرنامج مشاريع يعد ولا يحصى، لذلك نحن سبقى الى جانب اخوتنا في الخليج لأنهم وقفوا الى جانبنا في أحلك الظروف وقدموا المساعدات ويفتحون مجالات فرص العمل امام آلاف الشباب اللبناني.