Advertise here

هل من يسمع؟

27 كانون الثاني 2023 13:58:58 - آخر تحديث: 02 تموز 2023 22:18:41

في ظل الانهيار التام، المتسارع والمستمر على كافة الصعد وآخره بالأمس السقوط المدوي للقضاء وانقسامه في قضية المرفأ المتزامن مع ارتفاع جنوني لسعر صرف الدولار، تتمادى قوى محلية في لعبة "قضم الأصابع" من أجل تحقيق مكاسب في النظام الحالي او من أجل حلم تغييره باتجاه اللامركزية او الفدرالية.

 وعلى هذا، يأتي صراع "الأمر لي" القائم على الساحة المسيحية بين جبران من جهة والقوات وحلفائها من جهة ثانية ليعرقل المبادرات المحلية على اختلافها وبالتالي ليكون أي هذا الصراع في طليعة الأسباب المعرقلة لانتخاب الرئيس، الموقع المسيحي الأول.

من جهته، حزب الله لا يعاني أزمة فعلية. ويتعاطى مع المشهدية بهدوء على القاعدة القائلة "على مهله الواصل تيوصل" في حين يواصل تطوير مؤسساته وتعزيز حضورها،  وليس أخرها فرع "القرض الحسن" في منطقة سوق الغرب.

 اما تكتلات "التغيير المدنية" على تبعثُرها، فقد عَلِقت كما كان متوقع على شجرة شعاراتها الشعبوية اللامنتهية وليس ثمة من يأبه لإنزالها، 

القوى الإقليمية والدولية بحالات حرب مباشرة وبعدة ميادين بين الروس وحلفائهم من جهة والغرب وحلفائه من الجهة الأخرى وبالتالي ليس ثمة قدرة لأي من الفريقين لفرض تسوية خارجية للأزمة اللبنانية أقله بالمدى المنظور.

بالمقلب الأخر من المشهد، يقف وليد جنبلاط مصقولاً بخبرة السنين والتجارب، تسكنه الهواجس، وكأنه الوحيد الذي تعلم من قساوة الماضي القريب والبعيد، بواقعيته وبراغماتيته المعهودتين، يسعى بكل جرأة، غير آبهٍ للإنتقادات ولا لتحذيرات الدول ومصالها، بكل جرأة يحاور  الخصوم والحلفاء متحرراً من كل القيود. ينادي ويكرر ويبادر ويدعو  الى "التسوية والحوار". 

الحوار المحلي والتسوية السياسية الداخلية. على قاعدة تنازل الجميع، والا يستمر التعنت ويستمر الشغور ويستمر  الإنهيار وتستمر معاناة اللبنانيين، بانتظار الخارج، انتظارٌ قد يطول قبل أن يأتي هذا الخارج ليجمعنا على طاولة " الحوار والتسوية". 
فهل من يسمع؟