الموت في مفهومنا التقدّمي درب من دروب الحياة، وهو تسمية خاطئة لانه لا يوجد.
في زمن جفت فيه منابع النبل أو تكاد وعطشت النفوس إلى الأخلاق والأصالة، كان وجيه وديع السوقي رحمه الله رمز النبل والأخلاق والأصالة والطيبة والمحبّة والعطاء.
إن غياب الأحبّة الأعزاء والرفاق المخلصين الأوفياء وأصحاب الأيادي البيضاء هو للأسف خسارة لا تعوض.
نسج الرفيق الراحل في حياته خيوط المحبّة والأمل وناضل في صفوف الحزب بتفانٍ وثبات وإخلاص، وبإيمان برسالة المعلم الشهيد كمال جنبلاط وبالمبادئ التقدميّة التي إعتنقها، فكان رفيقاً متواضعاً، مقداماً، هادئاً، رصيناً، ومنضبطاً.
آمن الفقيد الراحل بلبنان الوطن، لبنان الرسالة، لبنان الوحدة الوطنية، لبنان التقدّمي الديمقراطي، لبنان العربي الهوية والإنتماء... لا لبنان المزرعة، لا لبنان الهدر والفساد، لا لبنان الإرتهان والتبعيّة والإستغلال، لا لبنان الفوضى والضياع وإنتهاك حقوق الإنسان.
كان من أوائل من إمتشق السلاح وتدرّب مع نخبة من الرفاق، على يــد الدكتور غازي كرامي رحمه الله، للدفاع عن الأرض والكرامة وعن حقوق المحرومين والمستضعفين وعن وحدة لبنان وعروبته...
كان طليعياً في النضال والإقدام والإلتزام الصادق الإمين.
كان عفيف النفس نظيف الكف من أوادم الناس. لم ينحرف عن الخط السليم وينجرف في تيار المادة ومغريات الحياة الزائلة.
كان قيمة نضالية من الرعيل الأول من أصحاب المبادئ لا المصالح. وبقي وفـيّاً للمسيرة التي تعمدت بدماء الشهداء طيلة حياته ولم يبدل تبديلا.
كان الفقيد الراحل وجيه السوقي محبّاً لعائلته ومحبّاً للشويفات ومحبّاً لحزبه ومحبّاً لوطنه.
أليس الله محبة؟ أليس التوحيد محبة؟
وداعاً أيّها السّامي في إنسانيتك، وداعاً أيّها الصّادق في صداقتك، وداعاً أيّها الأمين على الرسالة والمبادئ.
أخيراً، نقف على عتبة الفراق خاضعين لمشيئة الله تعالى بكلّ رضى وتسليم، أليس الرضى والتسليم نهاية العلم والتعليم؟
باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، وباسم وكالة داخلية الشويفات- خلدة، وباسم كافة الفروع الحزبية والجمعيات الرافدة للحزب
نتقدّم من عائلة الفقيد الرّاحل عائلة السوقي الكريمة بأحرّ التعازي القلبيّة وأصدق مشاعر المواساة.
سائلين المولى عــزَّ وجل أن يسكنهُ مقاماً يليق بطيب أعماله وحُسنِ خصاله وبمقدار محبتنا له.
كلنا على باب كريم. البقاء لله.