Advertise here

هل تمهد مفاوضات ساترفيلد لإعادة البحث باستراتيجية دفاعية؟

28 أيار 2019 10:47:18

يعود نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد اليوم إلى بيروت، في إطار استكمال مساعيه لإطلاق مفاوضات ترسيم الحدود. ينطلق الأميركيون في مساعيهم بلحظة إقليمية دقيقة، لا تخلو من ربط الملفات ببعضها البعض، واللافت كان كلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالأمس حول إيران، وأن ما يريده فقط هو إعلان من المسؤولين الإيرانيين عن عدم نيتهم بامتلاك سلاح نووي، وبأنه لا يريد إسقاط النظام الإيراني بل يريد الذهاب إلى إبرام صفقة معه.

 

وبما أن الملفات مرتبطة ببعضها البعض، يمكن للصورة أن تتضح رويداً رويداً، وهنا لا بد من فهم سرّ التقدم والإيجابية اللذين تحققا في ملف ترسيم الحدود والإستعداد لإطلاق المفاوضات برعاية أميركية، وبحسب ما تشير مصادر واسعة الإطلاع، فإن الخطوة اللبنانية والتي قابلتها موافقة أميركية وإسرائيلية، تأتي في إطار جس النبض الإقليمي والدولي لتخفيف حدّة التوتر بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران.

 

وللتأكيد على ذلك، يمكن العودة إلى الزيارة الاخيرة لساترفيلد والذي تحدث في المجالس الخاصة عن أن إنجاز ترسيم الحدود براً وبحراً، سينزع من حزب الله ذريعة التمسك بالسلاح، وبالتالي لن يكون هناك مبرر لوجود السلاح، ويجب الشروع في البحث عن استراتيجية دفاعية. وقد تولى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الرد بنفسه على هذا الكلام، قائلاً إنه لا يمكن التخلي عن السلاح طالما هناك أراض محتلة، وأن للمقاومة شرعية العمل لاجل استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.

 

موقف نصر الله لا ينفصل عن ملف المفاوضات الذي قد يسلك طريقه في الفترة القريبة المقبلة، ولكن الإيجابية في هذا الملف ستكون مرتبطة بمدى التقدّم على صعيد تهدئة الأجواء الإيرانية الأميركية، بموجب مبادرات عديدة تعمل على بلورتها دول عديدة تضطلع بأدوار تفاوضية، بحال حققت هذه المساعي الإيجابية المطلوبة وأوصلت إلى مفاوضات إيراني أميركية، قد تتسهل طريق التفاوض حول عملية الترسيم، أما إذا ما تعقدت، فإن التعاطي مع هذا الملف لن يكون مختلفاً عن آلية تعاطي حزب الله عسكرياً في مواجهة أي تهديد قد يتعرض له المحور الذي ينتمي إليه حزب الله. بمعنى أن نصر الله سابقاً تحدث عن توحيد الجبهات وفتحها على بعضها البعض بحال اندلعت حرب أو مواجهة عسكرية. وبالتالي فإن منطق توحيد الجبهات جغرافياً سيكون قابلاً للتطبيق بحال استمر التصعيد بين إيران واميركا، ما يعني ربط ترسيم الحدود في الجنوب، مع ترسيم الحدود مع سوريا، وربط الدخول في مفاوضات مع العدو بالموقف السوري.