لا يمكن لأي عمل درامي مهما كانت نسبة نجاحه ان يحصد إعجاب جميع المشاهدين والنقّاد، الا ان العمل الدرامي لا بد ان يتميّز عن سواه بما يحويه من إتقان وسيناريو واهداف.
فمرة جديدة تثبت الكاتبة والممثلة كارين رزق الله قدرتها على ترك بصمة لدى مشاهدي أعمالها وآخرها مسلسل "انتي مين" الى جانب الممثل عمّار شلق ونخبة من كبار الممثلين.
ولعل ما يميز هذا المسلسل الذي تعرضه محطة mtv خلال باقتها لشهر رمضان، انه يتضمن العديد من الرسائل الاجتماعية الهادفة والتي تتخطى البعد الترفيهي.
وقد تركت بعض المشاهد الكثير من الانطباعات الايجابية والانتشار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أجاد الممثل نقولا دانيال اداء دور المقاتل الذي لا زالت يوميات الحرب والمتاريس تعيش معه وتفصله عن الواقع، وقد جمعه مشهد مؤثر جدا مع ابنته كارين رزق الله بدور "جهاد" وهو يخبرها عن رفيقه "نصري" في المكان الذي استشهد فيه، سائلا عمّا اذا كان المارة من هناك يعرفون ان نصري مات ليعيشوا هم ام لا يعرفون بوجوده.
هذا الى جانب العفوية التي تظهر في حياة الشخصيات التي يتناولها المسلسل والتي تشبه كثيرا حياة اللبنانيين بفئاتهم الاجتماعية المختلفة من فقراء واغنياء، حيث تتجلى هموم الناس في الكثير من المشاهد لا سيما في التفاصيل.
ونترك تقييم الجانب الدرامي الى اهل الاختصاص، لكن كان لا بد من الوقوف عند الرسائل الاجتماعية التي ينقلها هذا العمل بكل أمانة ما يجعل منه عملا هادفا ومسؤولا.