في ظل الوضع الاقتصادي القائم، وفي ظل هذه الازمات المتفاقمة والمتراكمة، هنالك قادة كبار، ينعون دائماً الى رأب الصدع، والى عدم رَمْي الوطن في هوة وادٍ سحيق، وتشليع أوصاله، ونهشه ليأتي آخرون للانقضاض على ما تبقى فيه من فُتات!
فإذا كان لبنان على قاب قوسين من الانهيار، فلا يعني أنه يحتضر وينازع، لفظاً لانفاسه الأخيرة، طالما ان هنالك قادة أمثال الرئيس وليد جنبلاط، يعملون جاهدين على حفظ الاستقرار والسلم الأهلي، تعزيزاً ، وتقوية للوحدة الوطنية، كل ذلك في إطار حراك لا يهدأ، فاسحين مساحة واسعة للتواصل والتفاهم على قاعدة الانفتاح، والقضية والمصير، تحييداً للبنان عن الصراعات الخارجية اولاً، وتالياً لإقامة دولة العدالة والقانون.
فانطلاقاً، من مشوار الحوار، وانسجاماً مع هذا التنادي والتداعي من قِبل هؤلاء القادة للحوار، في هذا الوقت العصيب، لا بد من إقامة طاولة حوارٍ درْءاً لِمَا هو آت، ولِما هو قادم.
وعلى هذا، بات من الضروري، الإسراع الجلوس الى هذه الطاولة، سواء أكان ذلك في أروقة المجلس النيابي، أم خارجه، تفادياً لمزيد من التدهور والشلل على جميع الأصعدة والمستويات، اقتصادياً، واجتماعياً، وحتى أمنياً.. وصولاً الى إنقاذ البلد من عثراته ومآسيه، علماً ان هذا الحوار، يجب ان يكون استكمالاً لِما أُخذ من قرارات واتفاقات على طاولة الحوار الوطني عام 2006، خاصة وأن العودة الى أيام حالكة مَضت قد تُدخلنا في آتون نفق مجهول، قد يؤدِّي الى فقدان وانحلال وطن (وأي وطن؟!)، إنه وطن ما زال يتخبّط في خضم ريح سموم هبّت عليه منذ وُجد، ومذْ كانت ولادته!
وإن أي قول آخر مُخالف لعملية الحوار، هو مُجافٍ للحقيقة، وتنكّر لكل المسلِّمات الوطنية، وفي مقدّمها اتفاق الطائف، وتالياً ضرب هوية لبنان في العمق، ومن ثم الفرق في بطون ووحول أزمة لا يعرف الا الله ما أواخرها!
فلنطلق عملية الحوار، نشلاً للبنان من هذا الظلم والقهر الاجتماعيين، في وقت كل ما يحيط بنا، ينذر بسوء الحال، داخلياً وخارجياً، وفي وقت احزمة البؤس والعوز تلف البلد من كل حدْب وصوْب.
اختصاراً . نأمل من طاولة الحوار المتوقَّعة لجم هذا التدهور، ومعالجة العناوين الأساسية، وفي مقدّمها انتخاب رئيس للجمهورية، لا معالجة مواضيع يُعرف لا اسم، ولا يعرف لها وجود.