فجَّرت التوقيفات على خلفيّة الأحداث أمام قصر العدل "المارد النائم" في قلوب أهالي ضحايا المرفأ الذين ما زالوا يُكدِّسون الألم داخلهم حتى تحوَّل "مارداً" لن يقبل أنْ تَحول القضبان دون وصوله إلى الحقيقة.
الخبير الدستوري المحامي سعيد مالك يرى أنّه "من الثابت أنّ الملاحقة التي ذهبت إليها النيابة العامة الإستئنافيّة تعتبر من الناحية القانونية مخالفات وتجاوزات"، إلّا أنّ ذلك لا يعني وفق مالك" تغييب "القضية الأمّ "والتي هي قضية تفجير المرفأ".
ويشدّد مالك في حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونيّة على ضرورة أنْ "يبقى البحث عن الحقيقة وتحقيق العدالة العنوان الأساسي والعريض الذي يجب التنبّه له".
ويقول: "صحيح أنّ ما أقدم عليه وليام نون شقيق الضحيّة جو نون يقع تحت طائلة المُخالفة ولكن هذه المخالفة لا تُقاس بأي شكل من الأشكال بحجم قضية المرفأ"، ويُشير إلى "المحاولة الدائمة من قِبل السلطة من أجل تمييع التحقيق وعدم الوصول إلى الحقيقة وتجهيل الفاعل".
لذا يعتبر مالك أنّه "لا يُمكن أنْ يذهب القضاء نحو محاسبة الضحية مقابل أنْ يبقى الجلاد خارج قضبان العدالة بشكل وكأن من إقترف الفعل الجرمي هو الضحية بحدّ ذاته، بما معناه أنّه لا يُمكن اليوم ملاحقة مَن حطم زجاج غرفة قي قصر العدل، وعدم ملاحقة من هدم العاصمة على رؤوس أبناءها".
ويؤكّد مالك ضرورة أنْ "يأخذ هذا الملف مساره الصحيح لناحية أن يكون الدافع والحافز من أجل إعادة تحريك ملف المرفأ وإطلاق يد قاضي التحقيق العدلي في قضيةِ إنفجار المرفأ طارق البيطار بالتحقيقات التي يُجريها".
ويُسلّم مالك بأنّ "التهجم على القضاء والتهجّم على قصر العدل غير مقبول، فهما في النهاية يبقيان "الملاذ" للجميع بمَن فيهم ذوي الضحايا بالتالي اليوم يجب إعادة تصويب البوصلة نحو الهدف الأساسي، وهي السلطة التي تسعى إلى طمس الحقيقة بتصرّفاتها وتجاوزاتها"، ويختم مُشددًا على أنّه "لا يجب أن نكون شركاء في لعبة السلطة من أجل حرف التحقيق عن مساره".
وأمّا المحامية سيسيل روكز، وهي شقيقة الضحية جوزف روكز، فتوقفت "عند قرار المحامي العام الاستئنافي في بيروت القاضي زاهر حمادة، بترك الأهالي رهن التحقيق بدلا من ختم الملفّ"..
وتؤكّد روكز لـ "الأنباء" "إستمرار تحرّكات الأهالي، فملفّ كهذا لا يُمكن ترك "الحبل" فيه، فهناك "مافيا" موجودة في البلد وملفنا ملفّ محقّ، ومن أبسط الحقوق أنْ نعرف مَن فجّر المرفأ".
ولدى سؤالها عن مَن يُحرّك الأهالي؟ تُجيب بإستهجان "مَن يستغلنا، فأنا كمحامية أطالب بحق شقيقي فمن سيستغلني؟ نحن حتى اليوم دمعة "أمي ما نشفت" ونشعر بالظلم فمن سيستغلنا؟ هذا كلام غير مقبول وغير منطقي، وليس كلام عقلاء بل كلام أشخاص يودّون تشويه السمعة".
وعن مشاركة بعض الأطراف السياسية في الوقفات التضامنية، تقول: "كل الأطراف السياسية مُرحب بها في حال أرادت دعمنا ومشاركتنا ومن يُود دعمنا فأهلا وسهلًا به".
وختمت روكز حديثها، بالقول: "العدالة إذا لم تطبَّق على الجميع وإذا لم يكن هناك محاسبة، سنكون عندها بـ "شريعة الغاب".