Advertise here

علينا أن نقبل بالواقع ونتحاور.. ومنفتحون على الجميع

جنبلاط: لا بد من جهد عربي ودولي مشترك من أجل انتخاب رئيس.. ولكن علينا أن لا ننتظر كلبنانيين الخارج

13 كانون الثاني 2023 23:39:42 - آخر تحديث: 14 كانون الثاني 2023 19:19:09

أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الى زيارته الأخيرة الى مصر، وتحديداً الى مدينة أسوان، لافتاً الى أنها تأتي بعد عدة زيارات قام بها في السابق.

واستذكر جنبلاط في حديث مع قناة TEN TV المصرية عندما زار أسوان عام 1966 برفقة المعلم الشهيد كمال جنبلاط، وكانت انذاك أعمال السد العالي قائمة كما الورش الضخمة، ولم يكن فيها السد قد انتهى، مضيفاً: "هذه المرة زرت السد وذهبت الى القرية النوبية، التقيت بوفد من عرب فلسطين، عكا وأم الفحم ويافا والجليل، وكم كان لقاءً جميلاً اذ تعرفوا علي، وهم يعرفوني جيداً ويعرفوا تراثي العربي الفلسطيني"، متابعاً "الفضل يعود الى كمال جنبلاط الذي اصطحبني الى مصر عام 1966، وعام 1970، وجرى اللقاء التاريخي لمدة دقائق مع الرئيس جمال عبد الناصر. وهذا الذي ورثته وهذا الذي سأورثه الى ابني تيمور التراث العربي الفلسطيني، والتاريخ النضالي الكبير لمصر وعروبة مصر، مصر أم دنيا".

واعتبر جنبلاط أن "مصر هي من الدول الأساس في الشرق العربي، وخاصة عندما ننظر الى الخريطة العربية ونجد المشرق العربي ممزقاً، وسوريا ممزقة، والعراق لم يعد موجود والذي نتمنى أن يعود كما كان. لبنان غير موجود، أو موجود في حال استطعنا العودة الى أنفسنا ولا نتكل على الغير او على الغرب. مصر تطل على البحر الأبيض المتوسط وعلى البحر الأحمر، وتطل على باب المندب والسودان، وتطل على افريقيا كلها. لذلك لمصر دور محوري سياسي في المنطقة"، مستطرداً: "لذلك قلت في تغريدة منذ أسبوع بأن يساعدوا مصر، وهذا لا يعني الانتقاد، فقط يساعدوا مصر في الصمود الاقتصادي والسياسي والاجتماعي كي تبقى مصر، وستبقى مصر، لكن ساعدوها لانها عامل استقرار في هذا المحور العريض من ليبيا الى سوريا الى لبنان الى باب المندب".

وعلّق جنبلاط على الوضع العام في لبنان قائلا: "بعض السياسيين في لبنان يظنون العالم بأسره يفكر بنا وهم مخطئون، فلا أحد يفكر بنا، فقط الرئيس الفرنسي لأن فرنسا بتاريخها هي التي خلقت لبنان الكبير. لكن ذلك غير كاف اذا نحن اللبنانيين لم نعتمد على انفسنا في صناعة القرار اللبناني والا سنسقط الى المزيد من الدرك الاسفل اقتصاديا وسياسيا.  وهذا أمر غير مرحب به، فكفى مراهنة على الخارج فلنرى مع أشقاء مع مصر والسعودية وقطر كيف نستطيع أن نلملم الاوضاع وننتخب رئيساً كي نخرج من الأزمة".


وعن فترة الفراغ الرئاسي، قال: "علينا أن نجد الطريق الى التسوية، فما هي العقبات؟ هناك كتل نيابية  أساسية، هناك كتلة التيار الوطني الحر وكتلة سمير جعجع وكتلة حزب الله، ما من أحد يستطيع أن يلغي أحداً بغض النظر عن الحسابات السياسية. علينا ان نجلس ونتفق على مرشح تسوية يرضي الجميع، ان يكون جاهزاً للحوار مع الجميع وان نترك الحسابات الاقليمية واذا راهنا على الحسابات الاقليمية بان فرنسا ستأتي، ففرنسا امكانياتها محدودة، واذا راهنا ان السعودية تفكر بنا، ربما الامير محمد بن سلمان يريد على طريقته مساعدة لبنان لكن حتى الان هذا غير كاف، واذا راهنا على قطر قد يكون لها نفوذ في لبنان، والبعض راهن على تغير في الجمهورية الاسلامية الايرانية نتيجة الثورة التي قامت بها نساء ايران من أجل حقوقهن فهذا غير كاف، نستطيع ان نجتمع بالحد الأدنى لان الوقت ليس لصالحنا".

ولفت جنبلاط الى ان "المرشح الرئاسي ميشال معوض هو مرشح مشترك مع بعض القوى السياسية منها القوات اللبنانية لكن بالمطلق يعتبره الفريق السياسي الاخر مرشح تحد، لذلك باللحظة المناسبة وبأقرب لحظة الأفضل أن نتفق ابتداء من ميشال معوض الى الوصول الى مرشح تسوية أفضل. وذلك يعني ان نتفق مع ميشال معوض على مرشح تسوية وكي نخرج من هذا المأزق لأننا نحور وندور في كل دورة انتخابية في المجلس النيابي، نحن نصوّت لميشال معوض وغيرنا يصوّت بورقة بيضاء والغير الثالث يعطل أو يخرج من المجلس، وندور في حلقة مفرغة".


وتابع "في المرة السابقة انتظرنا سنتين وانذاك استنزفنا البنك المركزي، لأن المصرف المركزي كان يمتلك احتياطي كبير من الدولارات. اليوم، وفي كل اسبوع تنهار الليرة أكثر وأكثر، وقد تصل الليرة الى 50 و60 الف وربما 100 الف. واذا ما انتظرنا الظروف الخارجية، لن تأتي الظروف الخارجية، ولن تتحرك الا اذا تحركنا وبمساعدة بعض المخلصين في مقدمهم الرئيس نبيه بري والبطريرك الراعي".

وعن الفرق بين الانتخابات الرئاسية السابقة واليوم، قال: "الفرق هو اقتصادي-اجتماعي، في المرة السابقة كنا نملك ترف الوقت للانتظار، وكانت الليرة مستقرة على 1500 ليرة واليوم أصبحت 48 ألف ليرة. هذه كارثة اجتماعية حلّت على الجميع".

ورداً على سؤال عما اذا يعتبر الترسين البحري تطبيعاً، أجاب جنبلاط: "ليس تطبيعاً، في النهاية تم الترسيم وفق الحدود التي اعتمدناها، فليس تطبيع او معاهدة صلح مع اسرائيل لكن هنا ايضاً لا يجب ان ننام على حرير الى أن يخرج الغاز، والى أن نخلق نحن كلبنانيين صندوقا سياديا كي نحافظ على هذه الثروة اذا ما خرجت، فهناك أمد طويل.. لذلك علينا أن لا نفرح، علينا أن نسرع في الانتخابات الرئاسية، ونحافظ على ثروتنا بإنشاء الصندوق السيادي كما فعلت النروج، طبعاً النظام السياسي في النروج ليس كالنظام في لبنان، وكما فعلت الكويت او مصر، لتكون الثروة وطنية وليست لقبائل داخلية أو تكون خلافا سياسيا وتذهب الثروة هدراً في مكان ما".


وعما اذا تراجعت نسبة نشوب حرب بين لبنان واسرائيل بعد الترسيم، قال: "لست أدري"، متطرقاً الى الحرب الأوكرانية قائلا: "لا بد من وقف هذه الحرب حفاظاً على الشعبين واحتراماً لأرواح شهداء هذين الشعبين لكن الحرب اندلعت، والغرب أصبح يحتاج الى غاز. أتوا الينا وكان هناك اتفاق في مكان ما ايراني اميركي عبر لبنان مع اسرائيل، هذا كل الموضوع لتبسيط الموضوع".

وعما اذا تم هذا الاتفاق برضى ايران، قال: "طبعا، دون ايران لا يمكن ان تبرم الاتفاق".

وعما اذا كان تولّي نتنياهو الحكومة في اسرائيل سيردي الى تراجع عن الاتفاق، قال "لم نسمع بشيء جديد، لا أعتقد لأن الايراني والارادة والمصالح الاميركية والغربية أقوى من موضوع نقض نتنياهو بالاتفاق"، مضيفا "فلسطين تذهب، أرض فلسطين تذهب والخطر الأكبر لاحقاً على المسجد الاقصى لأن المشروع الاساس في تقسيم المسجد الاقصى، واقامة كنيس يهودي على مسجد الاقصى كما قسموا الخليل، وهنا تبرز أهمية مصر، وأهمية ان تبقى مصر قوية وأن تبقى حاضنة مع السعودية والخليج، وأن لا نذهب في المتفرقات كما ذهب البعض الى اتفاق ابراهام او غيره فهذا الامر معيب، في النهاية النبي ابراهيم اول مسلم موحد في التاريخ وفي القران، ومن خلاله حافظنا على الوحدة العربية والاسلامية ط، لا يجب ان تكون الاتفاقات على حساب التراث الابراهيمي".

وعما اذا كان لبنان بعيداً جداً عن التطبيع مع اسرائيل، قال: "أقول لبعض الفرقاء في لبنان اذا كانوا يفكرون في التطبيع، التطبيع او اتفاق السابع عشر من أيار عام 1982 كلفنا جولات من الحروب. وهنا عندما أتحدث عن التطبيع ذهبت الى مصر مرارا ومرارا، الى القاهرة الى اسوان الى غيرها، نعم هناك اتفاقية صلح بين مصر واسرائيل لكن ليس هناك تطبيع، الذي نراه أن هناك دولة قوية قائمة تضبط وتضع حدا لتطبيع ثقافي سياسي عسكري"، مضيفاً "للأسف في لبنان لا نملك دولة مركزية كما تملكون لذلك أنصح البعض اذا كان يفكر في التطبيع، كفانا الماضي لنتعلم من الماضي ولن ينجح التطبيع في لبنان".
 
وعما اذا كان هناك خوف على دولة لبنان واحدة موحدة، قال جنبلاط "أخشى من هذا الأمر لأن هناك انهيارا اقتصاديا والذي الذي نريد أن نتفاداه، لذلك أهمية انتخاب رئيس تصدر أصوات طائفية سياسية قبلية، بما يسمى بالأمن الذاتي او ما يسمى بالفيدرالية يعني التقسيم، وهذا الامر انتحاري، فكيف تقسّم؟ حاول البعض بمرحلة معينة وانجرّ البعض الاخر الى مشاريع التقسيم وصلت الى حروب الى ما لا نهاية وحتى حروب فريق الواحد المذهبي او الطائفي".

وعما اذا كان الاسراع في انتخاب الرئيس ينقذ لبنان من انزلاق الى الهاوية، قال "صحيح، بنفس الوقت مرتهن ايضاً الى جانب الارادة اللبنانية التي احيانا ليست كافية، مع الاسف تجربتنا في الانتخابات الرئاسية من عدا بعض التجارب الماضية في الاتكال علة العرب، اهلا وسهلا، لذلك لا بد من جهد مشترك عربي قطري سعودي مصري ودولي للاسراع في انتخاب رئيس".
 

ورداً على سؤال، اعتبر ان "حزب الله موجود، حزب الله ليس بجسم غريب وقد تكون القيادة السياسية لحزب الله لبنانية وايرانية، لكن في النهاية جسم محلي يمثل القسم الاكبر او الاهم من الطائفة الشيعية التي هي طائفة عريقة في التاريخ اللبناني، احيانا عندما تصدر اصوات:تقول لينسحب حزب الله من لبنان او ليسحب سلاحه، سلاحه الى اين؟  وكأنك تطالب قسما من اللبنانيين او من الجنوب اللبناني ان يخرجوا من لبنان، هذا الامر غير مقبول وغير واقعي، علينا ان نقبل بالواقع ونتحاور  الى ان يسلم الحزب سلاحه الى الدولة وهذا لن يكون بسهل، وهذا يتطلب حوارا الى ان تتضم ميليشيا حزب الله الى الجيش اللبناني، وهذا له ترتيب أسميناها في لبنان الاستراتيجية الدفاعية، الخطة الدفاعية، قد تحدث غدا او بعد غد او بعد سنة لست ادري، لكن لا يمكن الا بالحوار".

وعما اذا كان منفتحاً على حوار بشكل متساوي مع كافة الاطراف السياسية، قال: "نعم، متساوية مع كل الاطراف وسأستمر في مسعى الحوار وكنت في الصيف الماضي قد التقيت وفد من حزب الله. في النهاية هم والتيار الوطني الحر مكونات على أرض لبنانية، مكونات لبنانية نختلف في بعض المنطق فاذا استمرينا في الخلاف ندمر انفسنا بانفسنا، لذلك اهمية الحوار التي دعا اليه الرئيس نبيه بري ورفضه البعض عن حسابات خاطئة ودون جدوى".

وأضاف "هل يمكن لدولة ان تقوم من دون رئيس، في النهاية الرئيس رمز وحدة البلد ورمز الدولة، ان نبقى في هذا الفراغ، وحتى ان نبقى في بلد فيه رئيس للوزراء لكن نناقش رئيس الوزراء اذا كان قادرا على جمع الوزارة ام لا، فهذا عبث، وهذا جنون تحت منطق الدستور او غير الدستور يجب ان يكون هناك رمز موحد، الرئيس هو الرمز الموحد".

وعن رأيه بقرار ميشال عون في انهاء عمل حكومة نجيب ميقاتي لدى خروجه من بعبدا، قال جنبلاط: "سامحه الله، سوف ندخل في العبث وتصحيحا وفقا لمعلوماتي القليلة في الدستور اللبناني رئيس الوزراء يرأس مجلس الوزراء مجتمعاً ويكون سلطة مجتمعة لكل وزير يمتلك صلاحية الاعتراض، فهذه فلسفات دستورية عبثية لذلك لمصلحة من ندخل في العبث الدستوري حسب اهواء بعض الفرقاء لذلك اهمية انتخاب رئيس والخروج من هذه العبثية".

وعن نتائج الحرب الاوكرانية الروسية على المنطقة، قال "كارثية، ابتداء من مصر وفقط يتعلق بأسعار القمح، ولم نكن نعلم ان اوكرانيا تصدر 30% من القمح العالمي، لكن هذه السهول الخصبة في اوكرانيا نصفها اصبح ملغوما لاسباب عسكرية ومدمرا، فلننظر الى المستقبل ابتداء من مصر أما العالم العربي لا يملك الحد الادنى من الاكتفاء الزراعؤدي من بغداد الى المغرب، فيكون هناك خطة موحدة بيننا وبين الخليج لتطوير هذه الامكانات الزراعية، لدعم المصرف لزراعة ومن استفادة من السودان ومن العراق".

ورأى انه "حصلت سوء حسابات عندما شن الرئيس بوتين الحرب على اوكرانيا، قد رأينا على شاشات التلفزة القوافل الكبيرة والعريضة، وكان ينتظر سقوط النظام في كييف لكنه لم يلحظ، وربما الاستخبارات الروسية، وأقول ربما، لم تجرأ ابلاغه بان نظام كييف لن يسقط وان الجيش الاوكراني سيبقى وبدا الغرب بتسليحه منذ 2016 اعتقد، وان هذه مكيدة كبرى غربية اميركية، في النهاية الرابح الاول مصانع السلاح في امريكا وفي الغرب، والخاسر هو الشعبين الاوكراني والروسي. لا بد من تسوية لا بد من حل فلا يمكن الاستمرار، فالمعارك في بخموتا وغيرها من المواقع تذكرني في الحرب العالمية الاولى حيث تحارب الغرب مع الالمان، خاصة بين فرنسا والالمان. سنوات من أجل بضعة كيلومترات، ومات الملايين".
 
وعن شكل الخريطة العالمية، قال جنبلاط: "القطب الواحد الاميركي يتركز، ويريدون الهيمنة، واليوم نعم اميركا تسيطر، الصين تملك سياسة أذكى ولا اعتقد انها ستغامر في تورط في حرب مع تايوان، الصين تملك البعد السياسي الاستراتيجي، اميركا والغرب يهدد روسيا، وهذه الحرب على روسيا تذكرني في الحرب التاسع عشر، عندما فرنسا وبريطانيا وباقي السلطنة العثمانية بحرب القرم واحتلوا القرم. على اي قائد ان يدرك الخطر على شعبه وهنا القرار الى بوتين بأن ينفتح على حل سياسي لان انكار وجود الشعب الاوكراني خطأ.

وعن رسالته الى الشعب المصري، قال "طلبت من العرب مساعد مصر، ليس انكارا لما قدمه العرب لمصر، لكن لا بد في هذه اللحظة السياسية الخطيرة والاقتصادية مساعدة مصر بمشاريع مشتركة وبتعاون امني عسكري من باب المندب الى البحر الابيض المتوسط، مصر اساس الاستقرار،  لا ننسى مصر، مساعدة مصر في انماء غزة، غزة مهمة، غزة مفتاح فلسطين، غزة حدود مصر على فلسطين لذلك لا ننسى اهمية مصر، فلا بد من جهد مشترك خليجي مصري وربما دولي".

تابعوا المقابلة كاملة في الفيديو المرفق.