بات النظام الغذائي النباتي يحظى بشعبية متزايدة في الآونة الأخيرة، فتتنوع الأسباب الدافعة لاتباع نظام غذائي نباتي، لكنها تنطوي على فوائد صحية عدة، وتقابلها أضرار في حال لم يتّبع الشخص هذه الحمية الغذائية بحذر وانتباه.
يعتمد النظام النباتي أو «الحمية النباتية» على تناول المنتجات النباتية، بما فيها من الخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والبقوليات والفاكهة، ويمتنع فيه عن تناول المنتجات الحيوانية. ويقسم هذا النظام الغذائي إلى قسمين: الأول، النباتيون الذين يمتنعون عن تناول اللحوم الناتجة عن الحيوانات، كالأسماك، اللحوم، والدجاج. والثاني، النباتيون الذين يمتنعون عن كلّ ما ينتج عن الحيوانات، بما فيها الحليب، اللبن، البيض. وبعضهم يمتنعون عن تناول العسل كونه ناتجاً عن النحل.
النظام النباتي
... بين الفوائد والأضرار !
لفتت أخصائية التغذية جولين نبهان، إلى أنه نظام صحي جداً، كونه شبه خالٍ من الدهون المشبّعة والكوليسترول، وهو غنيّ جداً بالفيتامينات المختلفة التي تعمل على تعزيز مناعة الإنسان. فضلاً عن احتوائه على أهم المعادن التي يحتاجها الجسم، أبرزها: المغنيزيوم، الحديد، الزنك، والألياف. هذا ويخلّص النظام الغذائي النباتي الشخص من إمساك المعدة، كونه يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تلعب دوراً رئيسياً في تسهيل حركة المعدة.
وشددت نبهان على ضرورة تناول الكميات المناسبة والمطلوبة من «الطعام النباتي» بهدف الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية التي يحتاجها الجسم. والجدير بالذكر أن نسبة المعادن تكون بطبيعة الحال أقلّ من تلك الموجودة في المنتجات الحيوانية كاللحوم، كما أن طريقة إمتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن تكون أصعب عند تناول الأغذية النباتية. واعتبرت أن هذا النوع من الأنظمة الغذائية «دقيق»، ويجب الإنتباه للكميات التي يتناولها الشخص، كي لا يصبح مضرّاً ويفقده أهم الفيتامينات والمعادن التي يقوم عليها الجسم.
كما سبق وتم ذكره ، يحتوي النظام النباتي على الفيتامينات والمعادن المطلوبة، إلّا أنّه يفتقر إلى الحديد، الكالسيوم، الفيتامين د، الفيتامين B12، والأوميغا 3.. وكلّها عناصر أساسية تدخل في العديد من العمليات الحيوية التي يحتاجها الجسم. فضلاً عن افتقاره إلى هذه العناصر الأساسية، فالحمية النباتية يمكن أن تتحول إلى حمية ضارّة جداً، في حال تضمّنت كميات كبيرة من الزيوت المشبّعة والنشويات كالبطاطا المقلية، و كميات كبيرة من السكر الموجودة في الحلويات.
لذا، شددت نبهان على ضرورة الانتباه على الأطعمة التي يتناولها الشخص والاستفادة بقدر المستطاع من الفيتامينات الموجودة فيها، حتى ولو كانت بكميات قليلة.
أبرز المأكولات الصحية
للحصول على أقصى استفادة من النظام الغذائي النباتي، هناك مجموعة متنوِّعة من الأطعمة الصحية النباتية، يجب على الشخص اتّباعها لضمان اكتسابه الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تلعب دوراً رئيسياً في الجسم، أهمّها:
- الورقيات الخضراء: مثل الملوخية، الحبق، وغيرها، باستثناء السبانخ والسلق.. والتي تقوم بدورها بتزويد الجسم بالحديد والكالسيوم. هذا واستتثنت نبهان السبانخ والسلق، نظراً لاحتوائها على مادة «الأوكزالات» التي تمنع الجسم من امتصاص الكالسيوم.
لكن بالنسبة للورقيات، أشارت أخصائية التغذية إلى صعوبة امتصاص الجسم للحديد الموجود فيها، لكن يمكن التغلّب على هذه العقبة، من خلال إضافة الحمضيات إلى النظام الغذائي أو الفليفلة التي تعتبر مصدرا أساسيا للحديد.
-الحبوب على أنواعها، البندورة، التمر، الكينوا.
- المكسرات والبذور، كونها تحتوي على كميات كبيرة من الأوميغا 3 والزنك.
- حليب اللوز وجوز الهند، وأنواع من الأجبان النباتية.
هل من فئات عمرية يجب أن تمتنع عن اتّباع الحمية النباتية؟ تجيب أخصائية التغذية، في حال اتّباع هذه الحمية بالطريقة الصحيحة والدقيقة، ووفقاً للإرشادات التي تمكّن الشخص من الحصول على جميع الفيتامينات والمعادن، فما من فئة يجب استبعادها، مشددةً على ضرورة توازن الحمية الغذائية.
وبيّنت الدراسات أنه من خلال اتباع الحمية النباتية، يُقلَّص خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وترتفع نسبة الكوليسترول الحميد HDL كما أنّه يقي من سرطان القولون عند التوقف عن تناول اللحوم الحمراء. فاللحوم تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطانات، بما في ذلك سرطان القولون وسرطان المريء، كونها تحتوي اللحوم المصنعة على مركبات كيميائية تؤدي إلى تفاقم حالة السرطان.
