كلمة وفاء لروح الرفيق نادر أبو علي الذي غادرنا بعد صراع مع المرض امتد لشهرين ونصف.
فالحكاية مع الرفيق نادر شريط طويل من العلاقة الأهلية والصداقة التي تجسدت منذ عقود. فخلال الحرب وحين كان الجبل محاصراً والمنطقة في حالة استنفار شديد، وجهوزية تامة لمواجهة مشروع محاولة ربط سوق الغرب بجزين، لبّى نداء الواجب مع مجموعة كبيرة من الشباب كنا في منزله، وبعد ساعات من وص لهم الى تلة 888 استشهد الرفيق حافظ زيدان وكرّت بعدها سبحة الانتصارات، فسقط مشروع تقسيم لبنان الى غير رجعة.
بعد تقاعده من الجيش اللبناني، انتسب الى الحزب التقدمي الاشتراكي، وبدأ مسيرة النضال. وفي ربيع العام 2004 خاض الانتخابات البلدية في مرستي مع القيادي ناصر زيدان. وهكذا تكشفت مواهبه في العمل البلدي، فجرى الاعتماد عليه بتنفيذ معظم المشاريع التي نفذتها البلدية في الدورات الثلاث الماضية بالاضافة الى مهامه التنظيمية كمدير لفرع "التقدمي" في مرستي، فكان على قدر الثقة والمسؤولية التي أنيطت به، ولن أنسى تعاوننا المباشر معه لبناء مركز الفرع في البلدة الى غيرها من المشاريع التي تحمل بصماته.
فكان فقيدنا قيمة حزبية ونضالية واجتماعية مشهود له بحسن المتابعة وتحمل المسؤولية التي تبوأها لسنوات بالاضافة الى مسؤولياته في البلدية.
في غيابه المبكر نفتقد أخاً ورفيقاً وصديقاً من طينة الرفاق المخلصين الطيبين، الذي لم يقصّر يوماً بواجب ولم يتقاعس بتحمّل المسؤولية مهما كانت صعبة، وان قمم جبال مرستي تشهد له صولاته وجولاته قبل وبعد ربيع 2008.
رفيق نادر ستفتقدك مرستي وتفتقدك ساحات الوغى على امتداد هذا الجبل. رحمة الله عليك عزاؤنا لعائلتك المفجوعة ولحزبك التقدمي الاشتراكي وانا لله وانا اليه راجعون.