Advertise here

التهريب يواصل استنزاف اللبنانيين.. والسيناريو الرئاسي يتكرّر غداً

11 كانون الثاني 2023 06:27:56

يستمر مسلسل إنهيار مؤسسات الدولة تباعاً بسبب الفراغ المستشري من رأس الهرم، ومعه، يُستكمل مسلسل ضرب المواطن وقدراته الشرائية، وفي آخر الفصول، كان رفع الدعم عن حليب الأطفال، ليتضاعف سعر المنتج ثلاث مرّات، ويلتحق بأسعار باقي المنتجبات في السوق، التي لا يقل سعرها عن بضعة مئات الألوف.

لا تتحمّل وزارة الصحة مسؤولية القرار، لأنّه جاء بعد فشل الدولة بأجهزتها ضبط عمليات التهريب التي تحصل عبر الحدود مع سوريا، وكشفت الوزارة أن لبنان كان يستورد حليب الأطفال المدعوم لبلدين، من أموال المودعين، وما هو فعلها إلّا رد فعل على عجز الحكومة في معالجة الملف الذي سبّب خسائر تقدّر بمليارات الدولارت، من أموال الناس.

مصادر وزارة الصحة أشارت إلى أن "الحكومة والأجهزة الأمنية لم يستطيعا ضبط التهريب الحاصل على الحدود، ووفق الأرقام، اكتشفنا أن لبنان كان يستورد ضعف حاجته، ونصف الكميات كانت تهرّب إلى سوريا، مع العلم أن الحليب لا Barcode له كالدواء، ولا يُمكن تعقّبه لضبط محاولة تهريبه".

وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفتت المصادر إلى أنه "تم اتخاذ القرار انطلاقاً من الحرص على عدم صرف أموال المودعين ودعم حليب الأطفال لمصلحة التجّار".

وفي هذا السياق، برز قلق المواطنين لجهة احتمال بدء استيراد حليب غير مطابق للمواصفات، بهدف تأمين المنتج بسعر أقل، أو حتى تهريب الحليب من الخارج إلى الداخل، لكن هنا، طمأنت المصادر إلى أن "شركات الدواء تستورد حليب الأطفال، وليس تجار عاديين، والشحنات القادمة إلى لبنان تخضع لمراقبة وفحوص وزارة الصحة، وبالتالي لا خطر في هذا السياق".

سياسياً، لا جديد يُذكر باستثناء دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة نيابية يوم الخميس المقبل، لانتخاب رئيسٍ للجمهورية. من المرتقب أن يتكرّر سيناريو الجلسات السابقة نفسه، وليس من المنتظر أن يتم انتخاب رئيسٍ في أول جلسة لهذا العام، مع استمرار انسداد الأفق.

النائب محمد يحيى لفت في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "الصورة ستكون نفسها، ولن نشهد تبدلاً مع استثناءات قليلة، إذ قد يعمد البعض إلى تسمية مرشّحين بدل التصويت بأوراق ملغاة، وتكتل "لبنان القوي" لا زال يفكّر في هذا الموضوع، لكن الفكرة لم تنضج بعد ولا شيء محسوماً".

رغم حساسية الوضع وصعوبته، ورغم الانهيار الكامل الذي لا يستثني أي مؤسسة حكومية، لم يستشعر بعد المعنيون خطورة الظروف للشروع في إنضاج تسوية تجنّب البلاد المزيد من السقوط، وتبقى الآمال معلّقة على مبادرات داخلية أو خارجية تحيي ملف رئاسة الجمهورية الذي بات يبرد شيئاً فشيء مع غياب الحلول.