Advertise here

أزمة شحّ المياه في لبنان... هل بات الأمن المائي مُهدّداً؟

10 كانون الثاني 2023 07:46:11

كان للإجراءات البشرية على مدى نصف القرن الماضي تأثير كبير في النظم البيئية، حيث ساهمت الثقافة العالمية الحديثة بشكل كبير في أزمة المناخ. ساهمت النزعة الاستهلاكية، التي تشجع الاستحواذ على الممتلكات والموارد المادية، في ارتفاع مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والاحتباس الحراري، واستنزاف المياه. ولمعالجة هذه المشكلة، من الضروري إجراء تغييرات على القيم والمعايير المجتمعية المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك واستخدام الموارد والمسؤولية البيئية والاجتماعية.

كان الجفاف أو ندرة المياه الرابط المشترك أو الكلمة الموّحدة التي تداولتها جميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية، تعبيرا عن الحالة التي وصل إليها كوكب الأرض في ما يتعلّق بالمياه بسبب النشاط البشري أو التغيّرات المناخية. فماذا عن لبنان؟

كشف الخبير البيئي ورئيس حزب «البيئة العالمي» البروفيسور ضومط كامل، أن الأمن المائي مهدد مع الأسف، بسبب عدم تساقط كميات الثلوج والأمطار المطلوبة لتغذية مياه الينابيع والمياه الجوفية. ونشهد اليوم شحّاً في مناطق وسدود عدة في لبنان، وأبرزها سد شبروح الذي بات فارغاً اليوم، والينابيع التي تقلّصت فيها كمية المياه بنسبة 60%.

هذا وطمأن الخبير البيئي أن دورة هوائية ستضرب لبنان بين 12 و25 من هذا الشهر، ودورة هوائية أخرى في شباط وآذار، وبالتالي ستنتج منها كمية كبيرة من المتساقطات. ولفت إلى أنه قد يشهد لبنان في شهر آذار موجة من الأمطار والثلوج العنيفة.

حلول لمكافحة شح المياه

تعتبر ندرة المياه أزمة عالمية كبرى تؤثر في المليارات من الناس حول العالم. تنتج من مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك تغير المناخ، والإفراط في استخدام موارد المياه والتلوث. فعواقب ندرة المياه وخيمة، لذا يجب التصدّي لها، بحسب الخبير البيئي، من خلال اعتماد الحلول التالية:

- تحسين كفاءة المياه: يمكن القيام بذلك عن طريق استخدام أنظمة الري بالتنقيط وإصلاح التسربات واستخدام الأجهزة الموفرة للمياه.

 تحلية المياه: وتشمل إزالة الملح من مياه البحر، والتي يمكن أن تكون مصدرًا للمياه العذبة في المناطق الساحلية.

- إعادة استخدام المياه وإعادة تدويرها: يمكن القيام بذلك من خلال تقنيات مثل إعادة استخدام المياه الرمادية، والتي تتضمن استخدام مياه الصرف المنزلية لأغراض غير صالحة للشرب مثل الري.

- إدارة المياه الجوفية: تتضمن تنظيم استخراج المياه الجوفية لضمان استخدامها على نحو مستدام.

- إدارة مياه الأمطار: يتضمن ذلك جمع مياه الأمطار وتخزينها لاستخدامها لاحقًا، مما قد يساعد في التخفيف من آثار الجفاف.

- الحد من هدر المياه: يمكن أن تساعد الأشياء البسيطة مثل إصلاح التسربات، والاستحمام لفترة أقصر، واستخدام مكنسة بدلاً من خرطوم لتنظيف الممرات في الحفاظ على المياه.

- التثقيف بشأن الحفاظ على المياه: يمكن أن يساعد تعليم الناس حول أهمية الحفاظ على المياه وكيفية الحفاظ على المياه في تقليل الاستخدام العام للمياه.

الآثار الناجمة عن أزمة المياه

إن المياه ضرورية للإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، وهي شريان الحياة في النظم الإيكولوجية، بما في ذلك الغابات والبحيرات والأراضي الرطبة، التي يعتمد عليها الأمن الغذائي للأجيال الحالية والمقبلة. ومع ذلك، فإن مواردنا من المياه العذبة تتضاءل. إليكم أضرار وآثار شحّ المياه التي عددها الخبير البيئي:

- تأثّر الزراعة: تمر النباتات بعملية التمثيل الضوئي لإنتاج طعامها. إنها تتطلب كمية كافية من الماء وضوء الشمس وثاني أكسيد الكربون للقيام بذلك. ولكن عندما يكون هناك نقص في المياه، فقد تبطئ النباتات عملية التمثيل الضوئي أو حتى توقفها. ونتيجة لذلك، تقل الإمدادات الغذائية الداخلية أو تنقص.

- تلوث المياه: يمكن أن تؤدي ندرة المياه أيضًا إلى تلوثها. على سبيل المثال، إذا كانت المياه غير الكافية متاحة للصرف الصحي، فإن المياه تتلوث من خلال إدخال مسببات الأمراض المسببة للأمراض. في الواقع، 88? من جميع الأمراض التي تنقلها المياه تحدث بهذه الطريقة.

- ضعف جهاز المناعة: عندما تصبح المياه شحيحة، لن تكون هناك أرض للرعي، وبالتالي تصبح الحيوانات ضعيفة وتعاني من نقص التغذية، وتصيح عرضة للطفيليات والأمراض المعدية التي تنقلها بدورها إلى البشر.

«الجفاف العالمي»... بالأرقام!

ووفقا للصندوق العالمي للحياة البرية، فإن 3 بالمئة فقط من مياه العالم عذبة، وثلثاها مجمدة أو غير متاحة للاستخدام بأي شكل آخر، ما أدى إلى افتقار وصول 1.1 مليار شخص عالميا إلى المياه، بينما يجد 2.7 مليار شخص في المياه ندرة لمدة شهر واحد على الأقل من العام.

هذا و تبلغ أضرار الجفاف 38.4 مليار دولار على مستوى العالم، وبالنظر في خسائر الجفاف لعام كامل، فإن هذا الرقم يعطي بالفعل عام 2022 تاسع أعلى أضرار جفاف خلال الـ48 عاما الماضية

أما درجات الحرارة المرتفعة التي تفاقمت بسبب تغير المناخ، فجعلت حالات الجفاف في نصف الكرة الشمالي لعام 2022 المسؤولة عن 89 بالمئة من تكاليف الجفاف لهذا العام.