جميلةٌ هي بيروت بجروحها وحُزنها وعَتمَتها، ورغم انعكاس الأزمة الاقتصاديّة بشكلٍ كبيرٍ على واجهة بلدنا، لا يزال في قلب عاصمتنا عروقٌ تنبض بالحياة ولو "بالمفرّق".

تُخيّم العتمة والسّكون على وسط بيروت منذ ثلاث سنوات، فوسط المدينة شكّل ساحةً للتظاهرات والاعتصامات، وفيه دُمّرت معالم السياحة والفرح، رغم بعض المحاولات الخجولة لإنعاشه.
أمتارٌ قليلة تبعُد بين ساحة النجمة وبين شارعٍ فيه لبنان آخر. إنّها محلّة ميناء الحصن، واحدة من أرقى مناطق العاصمة. هناك زحمةُ سيّارات وأشخاص ومطاعم تعجّ بالروّاد من مختلف الأعمار والجنسيّات... فما هو سرُّ هذا الشّارع الذي يعكس صورة لبنان الجميل الذي اشتقنا إليه؟
يؤكّد نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي "أنّه في مختلف البلدان حول العالم عواصم سياحيّة تجذب الزوار والسيّاح، أمّا عاصمتنا بيروت فقد دفعت الثمن باهظاً بعد انفجار المرفأ وفي ظلّ مختلف الأزمات التي عصفت ولا تزال بنا، وبتنا نعيش في وطنٍ من دون عاصمة، حيث شبح الإقفال لا يزال يُخيّم على أبرز وأفخم المطاعم والملاهي والفنادق فيها".
ويُشير الرامي، في حديث عبر موقع mtv، الى أنه "مقابل هذا المشهد، تلوح بارقة أملٍ في محلة ميناء الحصن، هناك حيث المثلّث الذهبي، فهذه المنطقة ازدهرت بشكلٍ كبيرٍ في الأشهر الماضية، إذ تضمّ زهاء 30 مطعماً ومقهى تلبي مختلف الأذواق وتقدّم مأكولات من أشهر المطابخ العالميّة"، مضيفاً في السياق ذاته أنّ "الإستثمارات الى ازدياد في هذه النقطة، ومن المتوقّع افتتاح أقله عشر مؤسّسات مطعميّة جديدة في الأيام المقبلة تلبي كلّ الميزانيّات لأن الحركة كبيرة هناك"، داعياً اللبنانيّين الى زيارة هذا الشارع، لأنّه يعكس "صورة لبنان الذي نُريده".

وفي الختام، يأسف الرامي "لغياب كلّ معالم الحياة عن وسط بيروت"، مُطالباً الدّولة بإيلاء الاهتمام الكافي لهذه المنطقة، خصوصاً على صعيد إعادة التيّار الكهربائي إليها، ومُشدّداً على شعار "أعطونا كهرباء، وخذوا ما يُدهش العالم".