Advertise here

كيف تدفع المرأة اللبنانية ثمن الأزمة الاقتصادية؟

04 كانون الثاني 2023 07:51:51

يُعاني لبنان في السّنوات الأخيرة من أزمةٍ ماليةٍ واقتصاديةٍ طاحنةٍ، وصفها البنك الدّولي بواحدة من أسوأ 3 أزمات منذ 150 عامًا، بعد كل الحقبات الصّعبة التي واجهها ولا يزال من كوفيد 19 وتبعها تأثيره على البلاد وكارثة تفجير بيروت في الرّابع من آب والثّورة وانهيار الوضع الاقتصاديّ بالكامل.

ولأنّ وقع الأزمات غير محايدٍ بالنسبة للجنسين، تأثّرت النساء في لبنان بشكلٍ مضاعفٍ على كافة المستويات، وتطوّر الوضع من سيئ إلى أسوأ ماليًا واقتصاديًا واجتماعيًا وأسريًا. فكيف تأثّرت المرأة بالأزمة الاقتصاديّة الصّعبة من حيث روتينياتها اليوميّة؟ (مثل الشّوبينغ، السّيشوار، العناية بالبشرة..الخ)

وداعاً للتزيين!

لطالما عُرفت المرأة اللبنانيّة بجمالها وترتيبها من حيث ملابسها المتألقّة، وتبييض أسنانها وتسريحة شعرها المصفّفة. بالإضافة إلى أكسسواراتها المتألّقة ورائحة عطرها المميّز وكل ما يزيد من رونقها وتميّزها عن الآخرين. وصحيح أنّ المرأة هي جميلة كيفما كانت، ولو ببساطتها في الجينز من دون وضع مساحيق التّجميل، لكنّ الحق يُقال بأنّ العديد من النّساء اللبنانيّات تحبّ أن تتزيّن من أجل إرضاء نفسها ومرآتها، ولكن هل لا زالت قادرة على ذلك في ظل انهيار العملة الوطنيّة والدّولار يُلامس الـ50 ألف ليرة لبنانيّة؟

تقول بولا، امرأة أربعينيّة إنّها تشعر بالامتنان والاكتفاء عندما تضع مساحيق تجميليّة على بشرتها، لكنّها باتت تحسب مئة ألف حسابٍ قبل وضعها. وتؤكّد للدّيارأنّه لم يعد بمقدارها شراء العلامات التّجاريّة الشّهيرة في العالم، لأنّ سعرها بات يتخطّى المعقول، على الرّغم من جودتها العالية لتأمين ما هو الأرخص سعرًا.

وتُتابع: كنتُ أزور وبشكلٍ اعتيادٍ صالون الحلاقة لأسرّح شعري ثلاث مرّاتٍ على الأقل في الأسبوع، ولم يكن يمرّ الشّهر من دون تغيير لون الصّبغة والمناكير والسولاريوم وحضور جلسات الليزر لإزالة الشّعر. كلّ هذه الرّوتينّيات لم تعد موجودة للأسف، لانّ راتبي لا يزال باللّيرة اللّبنانيّة، على الرّغم من أنّ كل هذه النّشاطات والجلسات أصبحت تُحتسب بالدّولار الفريش.

وتختُم: صحيح «انّو أهمّ شي الصّحة»، ولكن هل تعرفون أنّ كل ما تقوم به السّيدات من تجميل واهتمام بمظهرها وبشرتها، تعتبر أيضًا أسلوبا من أساليب الرّاحة وتجعلها بصحّة نفسيّة أفضل؟!

اقتصاديًا

على المستوى الاقتصادي، يظهر التأثير بشكلٍ واضحٍ على المواطنات اللبنانيات في مؤشرات البطالة.

وفي هذا الإطار، اعدت هيئة الأمم المتحدة سابقًا، دراسة للمرأة بعنوان «النساء على حافة الانهيار الاقتصادي.. تقييم التأثيرات المتباينة للأزمة الاقتصادية على النساء في لبنان»، قد توقعت أنّ نسبة بطالة النساء التي كانت 14.3% قبل الأزمة سترتفع إلى 26% في أيلول 2020، فضلًا عن انخفاض عدد العاملات بمقدار 22%، ووصول عدد اللواتي كن يعملن في السابق لكنهن توقفن عن العمل لأنه إما فقدن وظائفهن وإما خرجن من سوق العمل تمامًا، إلى ما يقارب من 110 آلاف امرأة.

تؤكّد بولا أنّ تزامن الأزمة الاقتصادية مع كورونا والحجر الصّحي أدّى إلى زيادة أعداد البطالة خاصة بين النساء. وتضيف أنّ أغلب النساء اضطررن إلى ترك أعمالهن مدفوعة الأجر بهدف رعاية الأسرة والاهتمام بالأطفال والقيام بالمهام المنزلية غير مدفوعة الأجر، مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة للبطالة بين النساء. هذا ما نتج إلى انخفاص الدّخل لدى الأسرة، وبالتّالي تأثر المجتمع بانخفاض اليد العاملة وتنمية المجتمع.

وفي حديثها للدّيار، تؤكّد ميريم عيسى، مديرة شركة ميريم كريمز أنّها تتفهّم ما يحصل مع الزّبائن لاسيّما بسبب الأزمة الاقتصاديّة الصّعبة، نتيجة التّلاعب في سعر صرف الدولار بشكلٍ يوميٍ، ولهذا السبب تُحاول قدر المُستطاع أن تبقي الأسعار مدروسة، ليتمكّن الجميع القيام بالعلاجات اللازمة.

وتُتابع: أسعار مُنتجاتنا تتراوح ما بين الـ 2 دولار و الـ11 دولارا، وبالتّالي هذه أسعار جيّدة مقارنةً بالسّوق وهذا ما نُحاول أن نقوم به دائمًا، هو دراسة الأسعار بشكلٍ منصفٍ ليتمكن الزّبون أكان رجلًا أو امرأة بالاهتمام بالبشرة والجسم والشّعر وغيرها. أمّا جلسات العناية بالبشرة، تتراوح تكاليفها ما بين الـ10 دولار إلى 43 دولارا، وهُنا بحسب الحاجة طبعًا وما تتطلّبه البشرة من منتجاتٍ واهتمامٍ ووقتٍ. غالبًا ما يأخذ التّنظيف الكامل للبشرة ساعتين من الوقت، لذلك علينا القيام بكل ما تحتاجه البشرة، ليشعر الزبون أو الزبونة بأنّها تتحسّن من جلسةٍ إلى أخرى في وقتٍ قصيرٍ جدًا.

وتُكمل ميريم: صحيح أنّ الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة أثّرت على المرأة اللبنانيّة، لكنّني لم أشعر حتّى السّاعة بأنّها لم تعد تهتمّ بشكلها وجمالها ونظافتها، لكنّها اقتصرت العديد من الأمور التي كانت تقوم بها في روتينيّاتها الصّباحيّة والمسائيّة، لتختار فقط ما هو المطلوب والتي هي بأمسّ الحاجة إليه أكان لشعرها أو بشرتها أو أظافرها..الخ

وهذا ما تقوم به شركتنا، معالجة من لديها تصبّغات في البشرة، أو مشاكل أو حساسيّة، بأسعارٍ مدروسة مع نتائج رائعة وملحوظة من الجلسة الاولى. ومن هذا المنطلق، يشعر الزّبون بالارضاء المعنوي والمادّي.

وتختُم:» كل أسعارنا كانت بالعملة الوطنيّة، ولكن ابتداءً من هذا الشهر سعّرنا منتجاتنا وجلساتنا بالدّولار الفريش، أو على سعر الصّرف لأنّ الدولار يتلاعب يوميًا لكنّنا حافظنا على جودتنا.