Advertise here

"التلوث الحراري": واحد من أنواع التلوّث النادرة... هل هو خطير؟

03 كانون الثاني 2023 07:40:49 - آخر تحديث: 03 كانون الثاني 2023 11:23:49

إضافة إلى الأشكال المعروفة من التلوث البيئي التي تستقطب التحذيرات، ثمة نوع من التلوث يلقى اهتماماً متزايداً وبخاصة في المناطق الصناعية، وهو التلوث الحراري الذي يؤثّر على البيئة عامّةً والمياه خاصةً.

يتمثّل التلوث الحراري في ارتفاع درجات حرارة المياه السطحية كالأنهار، والبحيرات، والمحيطات بشكل يجعلها غير ملائمة للمحافظة على حياة الكائنات المائيّة وبالتالي يحصل خللاً في التوازن البيئي.

 

مصادر التلوث الحراري

يعتبر رئيس حزب "البيئة العالمي" البروفيسور ضومط كامل، أن التلوث الحراري أحد أنواع التلوث النادرة، نظراً لعدم إضافة أيّة مكوّنات إلى المياه في هذا النوع، أيّ أنّه لا يؤثر على مكوّنات المياه، ولكنه يُعدّ تلوُّثاً بسبب تأثيره السلبي على البيئة المحيطة بالأحياء المائيّة حيث تصبح بيئة لا تناسب عيش الكائنات الحيّة البحريّة فيها.

أما مصادر التلوث الحراري، فهي عديدة، أبرزها:

- المخلفات الصناعيّة السائلة.

- محطات الطاقة الكهرومائيّة.

- محطات توليد الطاقة الحرارية.

- محطات الطاقة النووية.

- عمليات حرق الفحم.

فالسبب الشائع لهذا التلوث هو استخدام المياه كمبرد لمحطات الطاقة وللصناعات حيث عندما ترجع المياه للطبيعة بدرجة حرارة أعلى يقل دعم الأوكسجين وذلك بناء على فرق درجة الحرارة مما يؤثر تماماً على التركيب البيئي.

تأثيرات مدمرة على البيئة

- زيادة نسبة المواد السامّة في المياه : تتناسب كميات السموم الموجودة في مياه البحار بشكل طردي مع درجات الحرارة، وهذا يعني ارتفاع نسبة السموم عندما ترتفع درجات الحرارة مما يؤدي إلى موت الكثير من الكائنات البحريّة.

- تغيير خصائص المياه: يؤدي ارتفاع درجات حرارة المياه إلى انخفاض قدرتها على إذابة الغازات، وانخفاض لزوجة وكثافة الغازات، ويساهم ذلك في ارتفاع كميات الجزيئات العالقة التي تؤثر بشكل سلبي كبير على الموارد الغذائية للكائنات البحريّة.

- انخفاض نسبة الأوكسجين: توجد علاقة عكسية بين درجات حرارة الماء وقدرته على إذابة الغازات المختلفة، إذ تنخفض قدرة المياه على إذابة الغازات عندما ترتفع درجات حرارتها، وهذا يعني انخفاض قدرتها على إذابة الأكسجين التي تحتاجه الكائنات الحية للتنفس، مما يؤدي إلى انخفاض قابلية هذه الكائنات الحية على الحياة، وبالتالي موتها.

- توقف العديد من الأنشطة البيولوجيّة: يؤدي التلوث الحراري إلى حدوث خلل في العديد من العمليات البيولوجيّة، ووظائف أعضاء هذه الكائنات، وعمليّات الأيض الخاصة بالكائنات البحريّة بسبب ارتفاع درجات حرارة الماء.

تأثيره على الإنسان

تمتد مفاعيل التلوث الحراري للماء إلى الإنسان، وذلك من خلال نقص كميات الأكسجين في الماء التي تؤثر على الحياة البحرية وتؤدي لوفاة الأسماك والنباتات، التي ستؤثر على الإنسان سلبًا. بالإضافة إلى إصابته بالأمراض، نتيجة الاختلاف الكبير في درجات الحرارة، كون هذه المياه ستعود لجسم الإنسان بعد معالجتها إلا أنها لن تخلو نهائياً من الملوثات والإشعاعات، أهمها: فقر الدم، سرطان الدم، النزيف، أمراض القلب والأوعية الدموية. فضلاً عن تشويه خلايا الجسم التي تقوم كل واحدة منها بوظيفة مختلفة، لتتحول هذه الخلايا إلى مصدر خطر نتيجة تدمير الأنسجة وأعضاء الجسم، مما يؤدي لأمراض مستعصية أو الوفاة.

الحلول

ناشد الخبير البيئي الجهات المعنية بهذا الملف، لاتخاذ أقصى التدابير ووضع استراتيجيات ملحّة لمعالجة هذه الأزمة التي قد تتمدد في حال عدم معالجتها وتصبح السيطرة عليها صعبة جداً. إليكم أبرزها:

- معالجة المياه الناتجة عن العمليات الصناعية لتبريدها قبل تصريفها إلى البحار وغيرها من المسطحات المائيّة.

- استخدام البحيرات الصناعيّة لحفظ المياه التي تمّ استخدامها في العمليّات الصناعيّة، وتبريدها، ثمّ سحبها لاستخدامها من جديد عندما تكون درجات حرارتها مناسبة.

- إعادة استخدام المياه الساخنة التي تنتج عن العمليات الصناعيّة، حيث يُمكن استخدامها في تبريد الآلات الصناعيّة أو غيرها من الاستخدامات المنزليّة المناسبة.

- الاتجاه الى تصنيع معدات صديقة للبيئة لتجنب ظهور المشكلة من الاساس.