Advertise here

أمانة الانتصار على إسرائيل

25 أيار 2019 09:38:00 - آخر تحديث: 31 أيار 2019 09:29:42

اليوم، 25 أيار، عيد المقاومة والتحرير. عيد الإرادة العظيمة والإدارة الحكيمة، لأهم معركة مع العدو الإسرائيلي منذ اغتصاب أرض فلسطين وإحتلال واستهداف الأراضي العربية المجاورة لها. 

عيد التجربة الاســـتثناء. تجربة كسر أسطورة إسرائيل وصورة جيشها "الذي لا يقهر"!! وطردها من لبنان دون أي اتفاق معها. لقد كان لبنان ولا يزال عقدة إسرائيل وأزمة قادة جيشها المفتوحة. هؤلاء الإرهابيون الذين تناوبوا على ممارسة الحقد وارتكاب المجازر الجماعية واعتماد سياسة حرق الأخضر واليابس، والمزايدة بين بعضهم من حقق إنجازات أكثر من غيره في هذه المبارزة، كسرت شوكتهم. أسقطت إرادتهم. شوّهت سمعتهم. لا يستطيع أحد منهم أن يفاخر بين زملائه في تنفيذ عمل إرهابي حقق أهدافه كاملة. نعم، إحتلوا الأرض. وصلوا إلى عروس العواصم العربية بيروت. حاصروها. دمّروها. ارتكبوا مجازر قانا وصبرا وشاتيلا، وشرّدوا الناس وأحرقوا الأراضي ومارسوا كل أنواع الحقد بحمم قذائفهم وأسلحتهم وأسلحة أميركا المتنوعة في دعمهم، ومع ذلك خرجوا بالذلّ والهزيمة والعار من بلادنا ولا يزال الخوف يسكنهم والعار يطوقهم. 

منذ 1948 وحتى الانسحاب المذلّ للاسرائيليين عام 2000 والمقاومة في لبنان كانت مساراً استثنائياً. ولطالما استهزأ كثيرون واستسلم آخرون لمعادلة أن "العين لا تقاوم المخرز" فأثبت المقاومون في كل المراحل أن العين الساهرة والإرادة الساحرة والقوة الظاهرة التي امتلكها المقاومون كانت أكبر من كل قدرات جيش الإرهاب الاسرائيلي فكان النصر الاستثناء، وإنجاز التحرير الكبير. وأياً تكن الخلافات في السابق واليوم، مع أحزاب المقاومة، ولا سيما "المقاومة الإسلامية" ، فلا يجوز أبدا التنكّر للتضحيات والإساءة للانتصار من قبل أي فريق. المقاومة كانت ولا تزال معنية ومطالبة بإدارة معركة ما بعد التحرير لتثمير الانتصار، والقوى السياسية معنية باحتضان الإنجاز وتثبيت التقدير لصانعيه والعمل معاً لحماية لبنان وتعزيز وحدته. لقد ارتكبت أخطاء في مرحلة ما بعد التحرير من قبل الجميع. أساءت إلى الانتصار. تركت جراحاً في الجسم اللبناني. راهنت عليها إسرائيل لكنها لم تنجح كثيراً. تراهن عليها اليوم بقوة في ظل المتغيرات في المنطقة ومسؤوليتنا الجماعية أن نمنعها من الانتقام منا هي وأميركا بأي وسيلة من الوسائل. وذلك لا يتم من طريق القطيعة والتخوين والاتهام والتكفير والتشهير في التعامل مع بعضنا البعض كلما تناول أحدنا مسألة أو قال كلمة في إدارة هذه المعركة المفتوحة مع العدو. العقل والمنطق والمصلحة الوطنية تقول، واليوم أكثر من أي وقت مضى، أن يكون حوار جدي بيننا صادق صريح حريص على لبنان ووحدته ومستقبله، لبنان التنوّع، والحرية والديموقراطية والنكهة المميزة والتجربة الفريدة في المنطقة، وأن نذهب إلى رسم استراتيجية دفاعية واحدة في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي تكرّس الانتصار عليه وتمنعه من الاستمرار في استهداف لبنان ورسم خطة سياسية اقتصادية وطنية تعزز منعة لبنان وقوته، فيشكل ذلك أمانة من أمانات الوفاء للمقاومين الشهداء والجرحى والمعوقين والأسرى المحررين الذين أكبروا لبنان بجهادهم والذين نحييهم في عيدهم عيد المقاومة والتحرير!!