حلّت الأعياد على لبنان كالأوكسيجين الذي يُضخّ في رئتي مريض. تنعشنا وتبقي البلد على قيد الحياة. فالزحمة عادت وكذلك الصرف و"الضهرات والسهرات". تأثير الميلاد كان جليًّا، فالأسواق عجّت بالروّاد والمغتربين الذين عادوا "عَ الشتوية" ليُعيدوا معهم الفرح. فهل سيكون رأس السنة شبيهاً؟
يعتبر رئيس اتحاد النقابات السياحيّة في لبنان بيار الأشقر، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة، أنّ الوضع اليوم أفضل ممّا كان عليه سابقاً, لأنّه منذ انتهاء فترة الصيف، أي من 15 أيلول إلى 15 كانون الأوّل، بدأ الركود يظهر. فقد كانت نسبة التشغيل في بيروت تترواح بين الـ35 والـ45 في المئة في حين أنّ الفنادق تحتاج على مدار السنة إلى حوالى 55 في المئة إشغال كي تتمكّن من إيقاف خسائرها ولتبدأ بتحقيق أرباح. أمّا الفنادق خارج بيروت فقد كانت شبه معدومة نسبة التشغيل فيها وبلغت حوالى 10 و15 في المئة ما أجبر بعضها على الإقفال".
اليوم، تغيّر الوضع والتحسّن بدأ منذ 20 الحالي، وفق ما يقول الأشقر، مضيفاً: "في بيروت ستكون نسبة الإشغال بين 65 و70 في المئة لمدّة حوالى 10 أيّام، وخلال الليالي الثلاثة التي تسبق وتلي ليلة رأس السنة سترتفع هذه النسبة قليلاً. أمّا المناطق الأخرى التي لديها مقوّمات مثل جونية وجبيل والبترون، فهي أكثر المناطق ساحلاً القادرة على الاستقطاب لمدّة ليلة أو ليلتين فقط في الفنادق. في المقابل، المطاعم والمقاهي والملاهي عملها ممتاز أكثر من الفنادق والسبب هو أنّ غالبية القادمين هم من اللبنانيين الذين يعيشون في الخارج".
وعن المناطق الجبليّة، يُشير إلى أنّها "مفولة" والمناطق التي ستتمكن من استقطاب أكبر عدد من الزبائن هي فقرا وفاريا وكفردبيان واللقلوق والأرز وغيرها نظراً لموسم الثلج حيث أصبحت تمضية هذه الفترة في شاليهات وبيوت الضيافة من العادات. أمّا مناطق أخرى، فنسبة الإشغال فيها لا تزال متدنّية وتصل إلى حوالى الـ20 والـ30 في المئة فقط"، لافتاً إلى وجود فروقات بين المؤسسات.
إذاً، "مفولة وولعانة" على رأس السنة أيضاً. هنا يؤكّد الأشقر أنّ معظم الحجوزات هي للبنانيين يعيشون في الخارج عادوا لتمضية هذه الفترة في البلد، وبيروت وجهة أساسيّة للعراقيين والأردنيين والمصريين، مشدّداً على أهميّة الإنفاق في هذه الفترة الذي يحرّك البلد ككلّ وليس قطاع المطاعم والفنادق فحسب ويُدخل العملة الصعبة.
أجواء الأعيد تخيّم على لبنان، فهل تستمرّ؟