Advertise here

الفرح الحزين

28 كانون الأول 2022 19:26:57

إحترت بين عنوانين في أربعين الرفيق العميد ...
أأكتب فضائل آن نشرها !؟، لمحة عن المسيرة في زمن الصمود، أم أكتب عن حالنا بشكلٍ عام في ذلك الصيف الأليم صيف 76 والذي يصح فيه وصف الفرح الحزين، الفرح كان في نفوس انتصرت على ذاتها فهزمت الخنوع والإتكالية والتهرب من واجب الإنتماء للأرض والحفاظ على العرض وعظام الأجداد... هكذا كنّا منتصرين على الذات نشعر بالفرح الداخلي ولكن الحزن يعم ديارنا يوم كنّا نزف الرفاق الأحبة الشهداء من المنابر إلى المقابر وليس إلى سعادة الزواج الفرح، كانوا بالعشرات إن لم يكن بالمئات فكنّا نواسي الأمهات والعرائس بزغاريد العدالة وأناشيد الصمود خلف حدّاءٍ قائد يهتف للمستقبل وللحياة الجديدة 
معلمنا الشهيد كمال جنبلاط
رفيقي العميد رجا، في ذلك الصيف وأنتم بأكثريتكم تخوضون حرب الدفاع عن الذات في جبل الأحرار فتارةً في هجومٍ على الأخصام وطوراً في نقاش بالرصاص مع الحلفاء، فيما أوكلت إلى بعضنا مهمة الإرشاد في جنوب الوطن، كنّا مجموعة تتنوع مشاربها وتتآلف أهدافها وتضمحل فروقاتها في حزبنا التقدّمي  وحركتنا الوطنية، اللؤلؤة الديمقراطية العربية الوحيدة حينذاك، كنّا ننطلق من صيدا العروبة إلى البقاع الجنوبية كافة من صور إلى النبطية ومرجعيون وحاصبيا وجزين وبنت جبيل، مجموعة الإرشاد يشرف عليها الرفيق الدكتور فؤاد شاهين وتضم في عضويتها الرفاق عباس ذياب وسعيد الضاوي وإبراهيم فقيه ويرفدها في معظم الأحيان عفيف جوني وفوزي الجزيني وعصام شبلي والعشرات من الكوادر المؤمنة بأفكار التغيير والتقدّم، وكانت الواقعة الأليمة بانتزاع أجزاءٍ جنوبية غالية وإلحاقها بالكيان الإسرائيلي الغاصب فيما سمي بدولة العميل سعد الحدّاد وما لازمها من تهجيرٍ وتقتيلٍ وفتكٍ بأرواح الناس وأرزاقهم وكانت قمة الخسائر في 18/10/1976 يوم سقطت جديدة مرجعيون في أيدي الأعداء حيث قدّمنا على مذبح شهادتها أربعةً من أعتى مقاتلينا من مدينة حاصبيا المناضلة هم المرحومون كمال علي بدر وعصام حسين بدرالدين وتوفيق علي زويهد وأمين أسعد وزير.

 بعد هذه النكبة التقينا بمبادرة من المرحوم أنور الفطايري وبحضور القائد الشهيد لنكتب رد الإستعادة لمرجعيون بمقاتلينا من جيش التحرير الشعبي، يومها كلفك المعلّم يا أبا حسام في ت2 بجس النبض والسعي مع الرفيق الصادق محسن دلول ومع سواه من الرفاق من أجل الحصول على موافقة ممن لم يكونوا قد تحولوا إلى قوة ردع عربية ومن الأخوة في المقاومة الفلسطينية بتأمين الدعم المدفعي المطلوب للتحرير، وكم سعيتَ وتكبدتَ المشاق فهانت عليك الإرادة لدى الرفاق في كتيبة صوفر المولودة الأولى لجيشنا الشعبي فانهالت عليك طلبات الإلتحاق بما يزيد مرّات كثيرة عن العديد المطلوب، وكان لنا مع المرحوم الشيخ علي زين الدين عهدٌ بتأمين الذخائر والمعدّات اللازمة إلى مزرعة برغز منقولة على كواهل الرجال وظهور البغال مما أدخل فرح النصر إلى أهلنا يكتوون بنار الذل الذي حفر عميقاً في قلوبهم جراء التخلي العربي بما فيه الفلسطيني عن القيام بالواجب، يومها رفيقي العميد لُمناك على مثابرتك ولُمناك على اللافائدة من التعب وإن كنا لحظة واحدة في قطاع حاصبيا- مرجعيون وفي القيادة المركزية توقفنا عن شد إزرك وتحقيق أمنية التحرير...
ونامت الأمور على زغل طيلة ستة شهور حتى عاد حزبنا وحركتنا الوطنية ورفاقنا في المقاومة الفلسطينية وتم تحرير الخيام في 7 نيسان 1977 فيما سمي بعملية الشهيد كمال جنبلاط، في المحاولة الأولى كنت الرائد وفي الثانية كنت المواكب والمؤازر ونحن نعترف أمام الله والوطن أن رأيك ودعمك كانا فاعلين في المحاولتين.
الرحمة لروحك أبا حسام والعزة والكرامة لمجاهدينا الشجعان أينما كانوا على كامل الساحة الوطنية والرحمة لشهدائنا الأبرار...