Advertise here

الانفلونزا تجتاح مجتمعنا.. هل من داعٍ للقلق؟

23 كانون الأول 2022 13:21:07

بعد جائحة كورونا وما سبّبته، تنتشر الفيروسات في المجتمع اللبناني بشكل ملحوظ وكبير. وأخيراً بات الـH1N1 النجم، حيث انتشر في المدارس تحديداً وبكثرة. وقد اشتكى مَن أصيب بالعدوى مِن أنّها أكثر قساوة من كورونا حتى. فعلام يدلّ ذلك؟ وهل ما يدعو للقلق مع اقتراب الأعياد؟ 

يشرح عضو اللجنة العلمية والفنية في وزارة الصحة د. نزيه بو شاهين أنّ الـH1N1 نوع من فيروسات الانفلونزا A، وهو أحد سلالات الفيروس العديدة التي يمكن أن تسبب الانفلونزا الموسمية، وتشبه أعراض الـH1N1 أعراض الانفلونزا الموسمية.
ويُضيف في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة: "يسبّب الفيروس المخلوي التنفسي التهابات في الرئتين والمجرى التنفسي. وهو شائعٌ للغاية إلى حدّ أن معظم الأطفال يكونون قد أُصيبوا به قبل بلوغهم العامين". ويمكن أن يصيب الفيروس المخلوي التنفسي البالغين أيضًا، إذ يشير بو شاهين إلى أنّه بالنسبة للبالغين والأطفال الأصحاء الأكبر سنًّا، فإنّ أعراض الفيروس المخلوي التنفسي تكون خفيفة، وعادةً ما تشبه أعراض الزكام. وتكون تدابير الرعاية الذاتية كلّ ما يلزم لخفض الحرارة وتخفيف الشعور بالألم.
ولكن ما سبب شدّة الحالات التي نشهدها؟ يُجيب بو شاهين: "الفيروس المخلوي التنفسي يمكن أن يسبّب عدوى شديدة لدى البعض، بمَن فيهم الأطفال بعمر 12 شهرًا وما دون، والبالغين الأكبر سنًّا والذين يُعانون من أمراض مزمنة أو حالات صحّية معيّنة". ويشرح: "هذا الفيروس مُعدٍ للغاية وينتقل بسهولة من شخصٍ إلى آخر. وقد يؤدّي إلى مشاكل خطيرة في التنفس، خصوصاً عند الصّغار والمسنّين والذين يعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة"، لافتاً إلى أنّ الفيروسات الأكثر انتشاراً اليوم هي H1N1 وH3N2.

أمّا عن فترة حضانة المرض، فيُشير إلى أنّ "الفترة القصيرة للمرض هي حوالى الأسبوع وسطيًّا، وقلّة هي الحالات التي تتطلّب دخول المستشفى". ولأنّ الوقاية تبقى خيراً من ألف علاج، ومع حلول الأعياد لا بدّ من الحفاظ على التباعد وعدم الإختلاط ووضع الكمامة، خصوصاً عند المُعاناة من أعراض قد تدلّ على الإصابة بالانفلونزا. ويُنصح بالمكوث في المنزل لمدّة لا تقلّ عن 24 ساعة بعد زوال الحمى أو علامات الحمى من دون استخدام أدوية تُقلّل منها.
ويُتابع بو شاهين: "عودة مصابين بأمراض تشبه الإنفلونزا إلى المنزل أو المدرسة أو أي مكان مجتمعي آخر، يستدعي الاستمرار في ممارسة عاداتٍ صحّية لحماية الجهاز التنفسي والحفاظ على نظافة اليدين وتفادي ملامسة المُعرّضين أكثر من غيرهم لمضاعفات الانفلونزا".

هذا الواقع يخلق نوعاً من القلق لدى المواطنين خصوصاً مع غلاء المعيشة وعجز البعض عن تلقّي الخدمات الطبّية اللازمة من استشفاء وتأمين الدواء. ولكن رغم انتشار الانفلونزا بشكلٍ كبير، ليس هناك ما يدعو للقلق وفق بو شاهين، الذي يوضح أنّ "فصل الشتاء عادةً هو موسم الأمراض الفيروسيّة التنفّسية، وانتشار أكثر من فيروس في الوقت نفسه يسبّب بعض الإرباك خصوصاً أنّ المجتماعات بدأت تتعافى من جائحة كوفيد".