Advertise here

"التلوث الصناعي": كارثة بيئيّة تلقي بظلالها على لبنان .. هل من حلول تلوح في الأفق؟

23 كانون الأول 2022 08:01:49 - آخر تحديث: 23 كانون الأول 2022 08:02:26

يعتبر التلوث الصناعي من أكثر أنواع التلوث شيوعًا، فيتمثّل بتعرض البيئة العادية والطبيعية لدخول بعض الملوثات سواء كانت صلبة، أم سائلة، أم غازية، مما يؤدي إلى إحداث ضرر كبير لها، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث بعض الاضطرابات في النظام البيئي ككلّ. هو باختصار عملية إطلاق النفايات والملوّثات الناتجة عن الأنشطة الصناعية، في البيئة الطبيعية بما في ذلك الهواء والماء والأرض، لينتج عنها كوارث بيئية وصحية تدمّر حياة الكائنات الحيّة.

أسباب التلوث الصناعي

بحسب الخبير البيئي البروفيسور «ضومط كامل»، تعدّ الأنشطة الصناعية مصدرًا رئيسيًا لتلوث الهواء والماء والأرض، مما يؤدي إلى المرض وفقدان الأرواح في جميع أنحاء العالم. وتقدر منظمة الصحة العالمية، أن تلوث الهواء الخارجي وحده مسؤول عن حوالي 2? من جميع أمراض القلب والرئة، وحوالي 5? من جميع سرطانات الرئة، وحوالي 1? من جميع التهابات الصدر.

إليكم أسباب انتشار هذا التلوث الخطر:

- إستنزاف المواد الخام من الطبيعة، وتلويث التربة والماء والهواء أثناء عمليات استخراج هذه المواد أو عند معالجتها.

- استخدام المذيبات الكيميائية.

- التخلّص بطرق غير علمية وغير مدروسة من النفايات المشعّة.

- إطلاق المخلفات الغازية والسائلة غير المعالجة في البيئة.

- إنبعاث دخان الوقود الأحفوري بعد حرقه، مثل النفط والبترول والغاز الطبيعي.

- النمو الصناعي غير المخطط له، أي عندما يتم بناء المدن الصناعية بشكل عشوائي وغير مدروس، مما يجعل من الصعب إدارة النفايات والسيطرة عليها.

ماذا عن لبنان؟

كشف الخبير البيئي أن نسبة التلوث الصناعي في لبنان لا تعتبر عالية جداً، فالقطاع الصناعي ليس متطوراً جداً كغيره من البلدان الصناعية وبالتالي لا تنتج عنه النفايات الصناعية الخطرة عينها. ولكن يكمن الخطر في هذا الملف، في عدم تنظيم معظم المناطق الصناعية اللبنانية، ورمي النفايات الناتجة عنها بشكل عشوائي يخالف الطرق العلمية المدروسة.

هذا ولفت إلى أن بعض الصناعات المصنّفة من صناعات الدرجة الأولى يتم العمل بها في مناطق من الدرجة الثالثة غير مؤهّلة لتستقطب هذه الأتواع من الصناعات.

الأضرار الناجمة عنه

كما سبق وذكرنا، ينتج عن التلوث الصناعي أضرار عدّة تلقي بظلالها على البشر، الطبيعة والحيوانات، أبرزها:

- فقدان الحياة البرية: تتأثر العديد من أنواع النباتات والطيور والحشرات، والحيوانات بهذا التلوث، حيث يتم تدمير الموائل، وتتأثر المواقع ذات المناظر الخلابة بهذه الصناعات.

- تلوث التربة والمياه الجوفية: يؤدي هذا التلوث إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية بسبب المواد السامة التي تتخلص منها الوحدات الصناعية بطرق خاطئة، مما يؤثر في خصوبة التربة وعلى جودة المياه الجوفية.

- التغير المناخي: يعتبر التلوث من أهم مسببات الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى تغيير في المناخ العالمي بالإضافة إلى ارتفاع نسب حدوث الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والعواصف.

- تلوث الهواء: يتم إطلاق المنتجات الثانوية الصناعية، على شكل غازات من صناعات الحديد والصلب ومحطات الطاقة، والتي تسبب آثارًا ضارة على صحة الإنسان مثل، حدوث وتفاقم أمراض الجهاز التنفسي مثل، الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن، واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، وانتفاخ الرئة.

- حلول للحدّ من التلوث الصناعي

أمّا بالنسبة للحلول فشدد «كامل» على ضرورة وضع استراتيجية بيئية وخطة طوارئ في أشرع وقت، نظراً لخطورة هذا التلوث والآثار الكارثية التي تترتّب عليه، وناشد المعنيين للتحرّك في أسرع وقت بهدف الحدّ من انتشار هذه الآفة.

إليكم أبرز الحلول التي طرحها الخبير البيئي:

- زراعة المزيد من الأشجار.

- إجراء تقييم الأثر البيئي بانتظام، بهدف تحديد وتقييم الآثار المحتملة، والضارة للصناعات على النظام البيئي الطبيعي.

- معالجة المخلفات الصناعية بطرق علمية مدروسة قبل التخلص منها.