Advertise here

ميسّي الحلم… في لبنان!

21 كانون الأول 2022 08:14:10

كثيرة هي المآسي التي تتشابه، وقلّة هي الدول التي تنتفض على ذاتها فترتفع في يوم واحد من القعر إلى الأعلى… هي حالنا والأرجنتين، تجمعنا المعاناة الاقتصادية ويفرّقنا ذاك العزم في القارة البعيدة، لصناعةِ الأمل من رحم الألم.

 

سيحتفل الأرجنتينيون كثيرا بفوزهم المستحق في بطولة العالم لكرة القدم، هم الذين يغرقون في السنوات الاخيرة في تضخّمٍ فاق الـ80 في المئة بفعل تزايد تكاليف الغذاء وأسعار الوقود العالمية…

سيحتفلون رغم أنهم يعانقون الحرمان والفقر الذي يقبع فيه حوالى 40 في المئة من السكان، إضافة إلى الجفاف الذي يهدد صادرات محاصيلهم من الحبوب في العام المقبل.

 

جحيمٌ اقتصادي علق فيه الارجنتينيون كحالنا تماما، هم أيضا تخلفوا عن سداد ديونهم البالغة أكثر من 150 مليار دولار 9 مرات… في وقت يطالبهم صندوقُ النقد بإجراء إصلاحات عدة من بينها خفض دعم الطاقة الذي كلفهم حوالى 11 مليار دولار عام 2021.

دولارهم أيضا يتأرجحُ في السوق السوداء كدولارنا، إذ ارتفع ليسجل 173،64 بيزو للدولار الواحد صعودا من 102،69 مطلع العام، حتى بات متوسط الأجر في بوينوس أيرس يساوي حوالى 383 دولارا.

فوزُ الأرجنتين في كأس العالم قد يكون بطاقةً اقتصادية رابحة تساعدُ على النهوضِ اقتصاديا وزيادة الصادرات تماما كما حصل مع البرازيل والقفزة الكبيرة في مبيعاتها إلى الخارج بعد فوزها بالبطولة عام 2002، وهذا أكثر ما يعوّل عليه أهل التانغو.

 

معاناتنا تشبه إلى حد كبير الضائقة الاقتصادية للارجنتين، مع فارقٍ كبير وهو ذاك الإصرار في نفوسهم على النهوض واصطياد الفرص من وحول الانهيار… والفارق الأكبر هو ما صنعه الأسطورة ليونيل ميسّي الذي قاد بلاده إلى الكأس، حتى انه في السابق موّل مشاركة المنتخب في بطولات في أميركا بعدما عجزت دولته عن تأمين التكاليف… هو فخر للأرجنتيين وحلم لنا… أفلا نستحق ميسّي بنسخة لبنانية يأخذنا إلى حلمٍ جميل بعيدا من ظلم الفاسدين هنا ووقاحتهم؟