Advertise here

"الانباء" تستذكر فؤاد سلمان... فماذا يقول عن الحرية في فكر كمال جنبلاط؟

24 أيار 2019 14:06:29

الديموقراطية والحرية عند المعلم كمال جنبلاط إحتلا مكانة خاصة، وشقا طريقهما من المستوى النظري إلى المحاولات التطبيقية الجدية. 
ولأنه من الصعب الإحاطة بفكر كمال جنبلاط نظرا لشموليته وسعته ومحاكاته لمختلف القضايا الإشكالية السياسية المعاصرة، تستعيد "الانباء" نشر صفحاتها القديمة ومنها الندوة الحوارية التى إستضافتها حول مفهوم الديموقراطية والحرية وسبل تقريب الواقع منهما على ضوء المعطيات السياسية والإجتماعية المتصلة بالتكوين الثقافي والمجتمعي، في كانون الاول 2003 في العدد رقم 1884، وشارك فيها العلاّمة الراحل السيد هاني فحص، الأب الراحل الدكتور جورج مسوح ونائب رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الراحل الأستاذ فؤاد سلمان.
وإليكم نص الحوار بين أسرة تحرير "الانباء" وسلمان على ان ننشر تباعا الحوار مع العلامة فحص والاب مسوح:
"الأنباء": بداية، كيف نحدد مفهوم الديموقراطية عنده؟
- سلمان: لم تعن الديموقراطية عند كمال جنبلاط الديموقراطية التي نعرفها اليوم لا في العالم الغربي ولا في عالمنا نحن. لقد صاغ للديموقراطية التي نؤمن بها في مبادىء الحزب عبارة معروفة جداً يقول فيها: «ديموقراطية منظمة، لا ديكتاتورية ولا فوضى». بمعنى أن الديموقراطية التي يقول لا يمكن أن تكون على الطريقة الشيوعية كما نادت بها الماركسية أي الديموقراطية المركزة، كما أنه لم يوافق على الديموقراطية الغربية التي أفرطت في إعطاء الإنسان والمجتمعات حرية لم يكن يوافق عليها شخصياً. وإنطلاقاً من هذه المفاهيم، أسس الحزب التقدمي الإشتراكي.
"الأنباء": هل يمكن القول أن ممارسته للديموقراطية الحزبية تعكس مفهومه الأشمل للديموقراطية؟
- سلمان: نعم، هكذا كان في الحزب. وبالعودة إلى «الندوة اللبنانية، التي أسسها ميشال أسمر وإستضافت كمال جنبلاط في أول محاضرة لها تحت عنوان: «رسالتي كنائب»، نرى الأسس والقواعد التي قام عليها فيما بعد الحزب التقدمي الإشتراكي. ولقد ركز على أسس ثلاث للديموقراطية على المستويات السياسية والاقتصادية والإجتماعية.
"الأنباء": على ضوء المرتكزات الفكرية المرتبطة بديموقراطية كمال جنبلاط التي تم تفصيلها في الحوار، كيف السبيل لمواءمة النظرية مع الواقع؟
- سلمان: لقد كان كمال جنبلاط مثالياً وواقعياً بمعنى أن الفكر السياسي الذي طرحه كان فكراً تقدمياً جداً، لكنه في الوقت ذاته كان يتعاطى مع الواقع السياسي بما يساعد على تطويره وترقيته نحو المستوى المثالي الذي يرغب به.
ولم يحصر الديموقراطية بالشق السياسي بل تحدث عن الديموقراطية الإقتصادية والديموقراطية الإجتماعية. كان يعترض على إستعمال كلمة "الطبقة" التي يستخدمها الشيوعيون لأنه لم يعتبر أن في الشعب اللبناني طبقات بالمعنى العلمي للكلمة، بل كان هناك فئات عمالية في قطاعات معينة ولكنها لا تؤلف طبقة عمالية. كما كان ضد الصراع الطبقي معتبرا أن الأمور يفترض معالجتها دائماً بالحوار، أي بالأسلوب الديموقراطي.
"الأنباء": كيف نفسر تشابك الديموقراطية والحرية وعناصرهما على المستويين النظري والتطبيقي؟
- سلمان: رأى كمال جنبلاط أنه لا وجود لنظام ديموقراطي بدون حريّة وإلا كانت مفتعلة أو مزورة. لكنه ربط دائماً بين الحرية والوعي، وإلا استُعملت هذه الحرية للأذى. من ناحية ثانية، شدّد على التناقض بين الديموقراطية والطائفية.
"الأنباء": ما هو رأيكم ببرنامج الإصلاح السياسي، الذي طرحه كمال جنبلاط لا سيما اننا نعيش في ظل نظام غير قادر على توليد آليات تطوير نفسه؟
- سلمان: في مجال الإصلاح السياسي، كان دائماً يقول لكمال جنبلاط: «آن لنا أن نخرج من دولة الطوائف إلى دولة الشعب».
فمشروعه السياسي كان يتناول الإصلاح في مختلف حقوله وميادينه بما يجعله عملية جذرية.

لقد دعا إلى الإصلاح الإقتصادي من خلال تأمين العمل لكل الناس، والإصلاح الثقافي من خلال إنتاج ثقافة وطنية وجامعة وطنية تفرز الكفاءات القادرة على المشاركة ببناء الدولة. إن الإصلاح السياسي ليس ثورة، فإننا في الحزب التقدمي الإشتراكي لسنا ثوريين بل تغييريين. نحن اليوم متأخرون جداً عن البرنامج الإصلاحي الذي طرحه كمال جنبلاط...