Advertise here

نديم الدبيسي تاريخ وذاكرة

19 كانون الأول 2022 11:05:00 - آخر تحديث: 20 كانون الأول 2022 12:57:02

فرادى نأتي إلى هذا العالم وفرادى نرحل عنه، لكن الإنسان الكائن الكوني لا يفنى مع فناء الجسد بل يتابع مساره على درب الإرتقاء والوعي.
تحلّى الفقيد الراحل نديم الدبيسي بشخصيةٍ رزينةٍ ورصينةٍ وأخلاقٍ نبيلة وخصالٍ حميدة.
كان رحمهُ الله مشبعاً بالمحبةِ واللباقةِ واللياقةِ وهادئًا حتّى تكادُ لا تسمع صوته.
كان عاجزاً عن الضغينة في زمن الضغائن والكراهية والأحقاد.
كان عاجزاً عن الكذب والمراوغة والتضليل في زمن الخساسةِ والنذالة والوقاحة.
كان محبّاً والمحبةُ لا تتجزأ ولا تميّز بين إنسانٍ وآخر  ودينٍ وآخر ومعتقدٍ وآخر.
كان صاحبَ رأي وموقف ولم يكنْ عدائياً او صدامياً مع أحد.
وكان من أفضل عناصر جهاز الشرطة القضائية بشهادة زملائهِ في العمل.
آمن بلبنان بلد "التنوّع ضمن الوحدة" لا بلد قمع الحريّات والتطاول على حقوق الناس والتحكّم برقاب الفقراء والبؤساء والضعفاء.
حقّاً، إنّنا لا نعي كثيراً حجم من نحب من معارفنا وأصدقائنا إلاّ عندما يرحلون!
طوبى لمن يرحل عن هذه الدنيا هانئاً مطمئناً مرتاح الضمير بعد أن قام بواجبهِ وأدّى قسطهُ للعلى.
لنْ أنسى ماحييت، كيف بادرَ الأستاذ نديم إلى تكريم الراحل الكبير مدير "مكتبة الأمير شكيب أرسلان الدوليّة"، من خلال إقامة حفل تأبيني خاص به في "قاعة الشويفات الاجتماعية" يوم تلكأت البلدية عن القيام بواجبها وبعض المسؤولين ... فكان السبّاق في اخذ المبادرة من باب الوفاء لصديقهِ وزميلهِ ولرفع الغبن اللاحق به.
بفـقــد المرحوم نديم الدبيسي خسرت قرية مرستي الشوف إنسانا طيباً محبّـاً، وكذلك مدينة الشويفات التي أحبها وأحبته وأقــام فيها لسنوات طويلة، ونسج خلالها علاقات طيبة مع كافة أعيانها وأطيافها وكان موضع تقدير وإحترام كل من عرفه من أبنائها.
وداعاً يا صاحب المآثر الطيبة. 
وداعاً أيّها الكاتب والمؤرّخ والعضو الفاعل في العديد من المؤسسات والجمعيات.
وداعاً أيّها المؤرخ والباحث وصاحب كتاب "مرستي تاريخ وذاكرة".
وداعا يا أبا حسام. 
العزاء كل العزاء لأفراد أسرته وعائلته وأصدقائه ومحبيه وعارفيه وهم كثر.
رحمه الله على قدر حسناته وطيب أعماله والسلام على من إتــبع الحقَّ فإستنار وأنار.

 

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".